في تطوُّرٍ دراماتيكيٍّ جديد، شهدت الثلاثاء مناطق متفرقة من قطاع غزَّة خلال الساعة الماضية تصعيدًا عسكريًّا عنيفًا، حيث استهدفت القوّات الإسرائيلية محيط مراكز توزيع المساعدات، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
شهود عيان أفادوا بأنّ القصف طال تجمُّعات سكانيّة كانت تنتظر دورها للحصول على مساعدات إنسانيّة في ظل النقص الحاد في الغذاء والدواء.
وفي سياق موازٍ، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية أنّ الجيش فعَّل ما يُعرف بـ”بروتوكول هانيبال” عقب اشتباك مسلح في أحد محاور القتال داخل غزة.
ويُعتبَر هذا البروتوكول من أكثر الإجراءات العسكرية إثارةً للجدل، إذ يُخوِّل للقوات استخدام القوة المكثفة لمنع أسر الجنود، حتى وإن كان ذلك على حساب حياتهم، مما يشير إلى احتمالات تصعيد عسكري إضافي في الساعات المقبلة.
على الصعيد السياسي، تزايدت حِدَّة الانتقادات داخل الأوساط الإسرائيلية حيال مشروع “المدينة الإنسانية” المزمع إنشاؤها في رفح.
فقد عبَّر زعيم المعارضة الإسرائيلية عن مخاوفه من أن تتحوَّل تلك المدينة إلى “مخيَّم اعتقال مفتوح”، في إشارة إلى ظروف العيش الصعبة المتوقعة، وغياب الضمانات الحقوقية لسكانها.
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار “حرب الاستنزاف” التي أعلنتها حركة حماس، حيث أكّد مصدر عسكري من داخل غزة أنّ المقاومة مستمرة في عملياتها الدفاعية، رغم الحصار الخانق وشحّ الموارد.
المشهد في غزة يُنذر بكارثة إنسانيّة متفاقمة، وسط صمت دوليّ متردد، وغياب أيّ أفقٍ سياسيّ للحل. فيما تواصل فرق الإغاثة والمنظمات الإنسانية تحذيراتها من انهيار كامل للمنظومة الصحية في القطاع ما لم يُسمح بوصول المساعدات بشكل آمن وفوري.