الأمة: يبرز اسم الدكتور مختار الغوث الباحث والمفكر الموريتاني وأستاذ الأدب العربي بجامعة” طيبة بالسعودية ” مدافعًا عن اللغة العربية فـي مختلف المحافل.
كما أن عناوين كتبه تنصب كلها تقريبًا حول قضية اللغة الأم وهي العربية وعلاقتها بالهوية والوعي والتعليم و الدفاع عن اللغة العربية وإعادة الاعتبار لها.
وفي دراسة له يري : أن المرء لا يفقه لغة كما يفقه لغته، ولا يستوعب ما يُكتب بلغة كما يستوعب ما كُتب بها، وإن كان المكتوب يختلف: فمّا يُبين عن فكر، أو عاطفة، أو ثقافة، أعسر فهماً مما يبين عن حقائق خارجية.
قد تكفي الرموز والأرقام في الإبانة عنها، من أجل ذلك أجمع اللغويون في العالم، على اختلاف أجناسهم ولغاتهم أن التعليم باللغة الأم أَخبر، وأسهل.
والتعليم باللغة الأم يُقيم علاقة بين المتعلم والمفاهيم والأسماء المتداولة في التعليم والحياة، فيمكن المعلومات من أن تستوطن العقل، وتتأثل فيه، ويصير لها طاقة، يتولد منها الإبداع تولداً تلقائياً.
كما أجمعوا على أن التعليم باللغات الأجنبية يقيم بين المتعلم والعلم حجاباً، تحول دون خلاصه إلى القلب. فلا انتفاع به على أكمل وجه.
غير أن رسالة د.مختار الغوث الأبرز فـي نضاله هذا تتلخص فـي الدعوة لتعلُّم العلوم باللغة العربية وهذا لايعني ترك اللغات الاجنبية ولكن الاولوية ينبعي ان تكون للغة العربية .
خاصة في كليات الهندسة والطب والزراعة وغيرها اذا اردنا ان نستعيد دورنا الحضاري ونتتج علوما جديدة في التخصصات العلمية المختلفة كما فعلنا في العصور الماضية وكنا قادة العالم في العلم والحضارة.
لأن استيعابنا للعلوم والمعارف الموجودة فـي مقرراتنا الجامعية المكتوبة باللغة الأجنبية سيظل ناقصًا وعائقًا أمام قدرة العقل العربي على الإبداع فـي مجال علمه وعمله بعد أن تلقَّن أبجدياته بلغة غير لغته الأصلية.
فهو يشير مثلًا في هذه الدراسة إلى أن المشكلة التي يعاني منها الطلبة العرب الدارسون للطب بالإنجليزية وعقدتهم مع المصطلحات الطبية التي يضطرون كل مرة لترجمتها إلى العربية
حتى يستوعبون معناها استيعابًا يرسخ فـي الذاكرة، وهي عملية تستهلك – لا شك- جهد الطالب ووقته، فضلًا عن أنها تبقيه على سطح الدرس الذي يتلقاه، نصفَ جاهل ونصف متعلم.
دون أن يتمكن من الإلمام الكامل بما تعلَّم وأقل ثقةً بنفسه. مجددًا؛ لأن استقبال المعرفة بلغة جديدة غريبة ليس كاستقبالها بلغة الأم.
صحيح أن الطالب قد يتخرج من الجامعة ويمارس مهنته طبيبًا، لكن قدرته على الإبداع، أي تجاوز ما هو أبعد من الممارسة العادية، ستظل محدودة وشاقة جدًا بسبب العائق اللغوي الحائل دون المعرفة المعمقة،
فـي حين يمدح د.الغوث الأطباء السوريين الذين تشير نتائج اختباراتهم فـي الولايات المتحدة إلى تفوقهم فـي مجال الطب؛ معللا امتيازهم هذا لكونهم درسوا الطب بالعربية فـي جامعات دمشق.