في زمن تتلاطم فيه أمواج الحرب، وتتصاعد فيه نذر المواجهة على مستوى الإقليم، يُطلق الحوثيون من ميدان البحر الأحمر رسائل قوية ومدوية، تُزلزل عروش الاحتلال الصهيونى، وتكشف عن تقلبات غير مسبوقة في موازين القوى. وموانئ إسرائيل على وشك الانهيار، وسط حالة من الفوضى والألم تلاحق الأبرياء الذين يدفعون ثمن استهتار الجهات المعتدية، وصمت العالم بدمائهم وأمنهم واستقرارهم.
تصعيد ميداني غير مسبوق ضد الاحتلال
منذ انطلاق شرارة الحرب على القطاع، التي أعلنتها إسرائيل في حرب إبادة جماعية منذ 7 أكتوبر 2023، تزايد وتيرة التصعيد من جانب الحوثيين، حيث أطلقوا مئات الصواريخ على الأراضي المحتلة، تحت شعار دعم الشعب الفلسطيني واستنكار العدوان الهمجي الذي يتعرض له. ليس ذلك فحسب، بل استهدفوا أيضًا سفنًا إسرائيلية في البحر الأحمر، مُعلنين اليوم عن فرض حظر جوي على مطار بن غوريون، وحصار بحري على موانئ إيلات وحيفا.
وفي خطوة تعكس مدى خطورة الوضع، أعلنت إسرائيل عن توقف مؤقت لميناء إيلات بدءًا من غد الأحد، بعد أن عجز عن سداد ديونه المتراكمة، نتيجة تدهور إيراداته بشكل غير مسبوق بسبب الحصار والنشاط العسكري المستمر الحوثي.
ميناء إيلات.. حصاد الديون وانكسار الاقتصاد
فقد أظهرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن بلدية إيلات اضطرت إلى الحجز على حسابات الميناء، التي كانت تعتبر شريانًا أساسيًا للاقتصاد الإسرائيلي على البحر الأحمر، مما أدى إلى إغلاق أبوابه. وتقدر ديون الميناء المستحقة للبلدية بنحو 10 ملايين شيكل (ما يعادل حوالي 3 ملايين دولار)، نتيجة تراكم الضرائب وعدم تلبية حاجاته المالية في ظل تراجع كبير في النشاط الاقتصادي.
وفيما كان يوصف سابقًا كمركز لاستيراد السيارات وتصدير الأسمدة والمعادن، أصبح الميناء رهينة لتأثيرات الحرب والحصار، بعدما اضطرت السفن التي كانت تصل إليه للتحول إلى موانئ على البحر المتوسط مثل أسدود وحيفا، نتيجة تصاعد النشاط القتالى الحوثي في البحر الأحمر، الذي ألحق بالميناء خسائر فادحة وأوقف أجزاء من حركة التجارة الإسرائيلية الحيوية.
الحرب في غزة.. مشهد من التدمير والمآسي
وفي ظل هذا التصعيد، تستمر إسرائيل في سياسة القتل والتدمير، حيث خلف العدوان الذي بدأ في أول أكتوبر أكثر من 198 ألف شهيد وجريح فلسطيني، بينهم العديد من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 10 آلاف مفقود، وملايين النازحين، يعيشون في ظل مجاعة مروعة وأوضاع إنسانية كارثية. وكل ذلك يأتي في سياق حملة إبادة ممنهجة، تهدف إلى تدمير عائلات وأحلام ومكونات حياة شعب بأكمله، بمساندة عالمية غافلة أو متواطئة.