من يحضن بيوض الأفاعي فلن تفقس له إلا أفاع.. حتى لو حضنها بواسطة أجمل طاووس!
وكذلك الذي يبني مشروعه على البعد «الوطني» أو البعد «القومي» أو البعد «العرقي»..
لأن تلك الأبعاد إنما هي (وحدة البناء) الأساسية، التي اعتمدتها الحملة الصليبية في بناء أنظمة الملك الجبري، برؤوسها الثلاثة: الملكي والعسكري والجمهوري.
ولأن أساس البعد الوطني يتمثل في الخضوع للمعادلة العسكرية الأمنية السياسية التي أقامتها قيادة الحملة الصليبية سواء في اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، أو الاتفاقيات التي تلتها كاتفاقية دارين (القطيف) عام 1915، واتفاقية لوزان عام 1923 وغيرها..
وإذا حكمت الأبعاد الوطنية والقومية والعرقية أي مشروع.. فمآله أن يكون آلة بأيدي قادة الحملة الصليبية، كما شهد بذلك القرن الرابع عشر الهجري، ونصف القرن الذي تلاه حتى وقتنا هذا.
وفيما يلي أهم الأسس التي يقوم عليها البعد الوطني في أنظمة الملك الجبري الحالية:
«أحقية الحكم» لمن استلموه من يد بريطانيا أو فرنسا بحسب الاتفاقيات والدساتير التي أسست الجمهوريات، والاتفاقيات التي وهبت الحكم للملوك، والفسح الأمريكي الذي جاء بالعسكر الانقلابيين بعيد الحرب العالمية الثانية؛ وهو أساس غير قابل للتغيير مدى الحياة، بحسب رغبة قادة الحملة الصليبية.
لا اعتبار للأمة المسلمة أبدا في طبيعة الحكم الوطني، وستبقى مجزأة ومبعثرة وفق ما رسمه قادة الحملة الصليبية.
لا اعتبار لدين الإسلام ولا لأحكامه في ظل الحكم الوطني، بل إن الوطنية من الناحية التطبيقية هي الحاكمة بأمرها.
كل رموز الحكم الوطني «مقدسة» بأمر قادة الحملة الصليبية، من الملك إلى العلم إلى الدستور إلى المحكمة الدستورية إلى الجيش إلى الحدود، حتى غدت الوطنية أشد “قداسة” من دين الإسلام.
الوطنية هي حجر الأساس في بناء النظام الإقليمي ثم النظام الدولي، فهي أداة من أدوات قادة الحملة الصليبية في إدارة شؤون الأمة المسلمة، وإدامة السيطرة على شعوبها.