ما تفعله إسرائيل في غزة حاليا خطير للغاية على مستقبل الإنسانية كلها، ويؤسس لمستويات من الوحشية والقسوة ربما تنتقل بالإيحاء إلى أي صراع مستقبلي في أي مكان،
حيث لم يعد أي هناك أي حاجة أو قيمة للقانون أو المؤسسات أو القيم أو أي مرجعية دولية، بالضبط كما تتصرف داعش،
مسألة أن يتم حصار مجموعة بشرية في مساحة صغيرة والتعامل مع 2 مليون إنسان كرهائن، وممارسة القتل اليومي للأطفال والنساء والشيوخ فيهم بالمئات، والعالم يتفرج، وفرض حصار شامل، غذائي ومائي وطبي،
حتى بدأ الناس يتساقطون في الشوارع من الإعياء ويموتون من الجوع، والعالم يتفرج، ثم إذا تسربت بعض الأطعمة إلى هناك يأتي طيران نتانياهو ليقصف هؤلاء الجوعي من الأطفال والنساء والرجال الذين يحملون أواني صغيرة للحصول على بعض الغذاء الذي ينقذهم من الموت جوعا فيمزقهم تمزيقا، والعالم يتفرج،
هذا الوضع يؤسس لخيال عنفي جديد وغير مسبوق، ربما يتجاوز ممارسات داعش الحالية لمستويات أكثر وحشية،
نتانياهو والحكومة الدينية المتطرفة التي تحكم تل أبيب وضعت العالم بأسره اليوم أمام مفارق طرق خطيرة ومخيفة، خاصة وأن كل بقعة في الكرة الأرضية من استراليا إلى أمريكا تتابع بألم شديد حاليا ما يجري في غزة، وتشعر بالغضب والقهر والكبت والعجز،
ولا تكاد تخلو مدينة في العالم كله من مظاهرات غضب بسبب غزة، حيث ترى أن العالم يتعايش مع هذه الوحشية، ويتعامل معها بلطف شديد، لا يتجاوز العتاب الودود
غزه تموت جوعاً
لا أتصور أبدا، ولا يحاول أحد أن يقنعني، أن دولة بحجم مصر، وقدراتها العسكرية والاستخباراتية والأمنية المتنوعة والمتشعبة وشبكات علاقات أجهزتها مع عشائر سيناء ومطروح والصعيد، وتقع على الحدود المباشرة لقطاع غزة، هي عاجزة عن تهريب كيس دقيق لإخوة لنا يموتون جوعا، أي تبرير لهذا العار هو محض هراء وإهانة للعقل والضمير معا