في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد العمليات العسكرية، صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأحد، أن روسيا لا تزال منفتحة على خيار السلام مع أوكرانيا، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن تحقيق “أهداف العملية الخاصة” لا يزال يمثل أولوية قصوى لموسكو.
يأتي ذلك بعد أيام من منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا مهلة 50 يومًا لوقف إطلاق النار أو مواجهة عقوبات جديدة و”صارمة” قد تشمل شركاءها التجاريين وفق وكالة تاس الروسية – أسوشيتد برس.
في مقابلة مع القناة الروسية الأولى، قال بيسكوف إن “الرئيس بوتين عبّر مرارًا عن رغبته في تسوية سلمية، لكن أي اتفاق يجب أن يضمن انسحاب أوكرانيا من المناطق التي ضمتها روسيا في 2022، وتخليها عن خطط الانضمام إلى حلف الناتو”.
تلك الشروط، التي وصفتها كييف بأنها “غير واقعية”، ترفضها الحكومة الأوكرانية والدول الغربية الداعمة لها حسب روسيا اليوم – وكالة رويترز.
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده مستعدة لجولة جديدة من المفاوضات هذا الأسبوع، مشيرًا إلى أن إسطنبول قد تكون مجددًا المدينة المضيفة. لكن لم يتم تحديد موعد رسمي حتى الآن، وفق ما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية. وفق وكالة إنترفاكس – كييف إندبندنت.
أما على الجانب الأمريكي، فقد أعلن ترامب في 14 يوليو أنه سيفرض رسومًا جمركية على روسيا، ويعيد تشغيل خطوط إمداد الأسلحة لأوكرانيا، بما في ذلك أنظمة باتريوت الدفاعية. خطوة رأى فيها محللون أنها محاولة مزدوجة للضغط على موسكو وإرضاء الناخبين الجمهوريين عشية الانتخابات الأمريكية بحسب واشنطن بوست – بلومبيرغ.
في السياق الميداني، شهدت الليلة الماضية تصعيدًا غير مسبوق في الهجمات بالطائرات المسيّرة، حيث أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 18 من أصل 57 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” أطلقتها روسيا.
بالإضافة إلى سبع طائرات اختفت من على الرادارات. وأكدت السلطات المحلية وقوع إصابات بين المدنيين في كل من زابوريزهيا وخاركيف وسومي نتيجة هذه الضربات وفق وكالة أوكرينفورم – وكالة فرانس برس.
وفي المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 93 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا باتجاه الأراضي الروسية، بعضها استهدف موسكو. وصرّح عمدة المدينة، سيرجي سوبيانين، أن إحدى الطائرات أصابت مبنى سكنيًا في ضاحية زيلينوجراد دون وقوع إصابات. بحسب سبوتنيك – RT عربي.
ويرى الخبراء أن التصعيد المتبادل يعكس رغبة الطرفين في تعزيز مواقفهم التفاوضية قبل أي مفاوضات محتملة. ويقول الباحث السياسي ألكسندر بونوماريف من معهد موسكو للدراسات الدولية إن “الكرملين يستخدم الهجمات العسكرية كورقة ضغط لفرض شروطه.
بينما تراهن كييف على الدعم الغربي لتعزيز موقفها التفاوضي”. أما المحللة الأوكرانية أولينا كريفينكو فتعتبر أن “مطالب روسيا تعني الاستسلام الكامل، وهذا لن تقبله كييف بأي حال” وفق قناة الجزيرة.
التوتر المتصاعد على الأرض يقوّض آمال العودة إلى طاولة المفاوضات، في ظل تشبث كل طرف بمطالبه القصوى.
وبينما يسعى ترامب لفرض واقع تفاوضي جديد عبر التهديد بعقوبات وعزل اقتصادي، يبدو أن موسكو تعوّل على الوقت و”تعب الغرب” للضغط على أوكرانيا. المشهد يبقى مفتوحًا على مزيد من التصعيد ما لم يتم التوصل إلى هدنة مؤقتة أو تدخل وسطاء دوليين بكثافة.