نجحت الوساطة القطرية في تحقيق اختراق دبلوماسي بتوقيع “إعلان مبادئ” بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة “إم 23” المسلحة، وذلك بعد أشهر من المفاوضات المكثفة في العاصمة الدوحة.**
جاء التوقيع على الاتفاق يوم السبت الماضي، ليُمهِّد الطريق لوقف إطلاق النار الدائم في شرق الكونغو، بعد ثلاثة عقود من النزاع المسلح الذي خلَّف آلاف الضحايا ومئات الآلاف من النازحين.
مسار دبلوماسي طويل
تأتي هذه الخطوة تتويجًا لجهود قطر المتواصلة منذ أشهر، حيث استضاف أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مارس الماضي قمةً جمعت رئيسي الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي ورواندا بول كاغامي، في أول لقاء بينهما منذ تصاعد الصراع أواخر العام الماضي.
كما شكَّل “اتفاق واشنطن” الموقع بين البلدين في يونيو الماضي أساسًا للتفاهمات التي أفضت إلى إعلان الدوحة، والذي ينص على وقف الأعمال العدائية وفتح باب الحوار السياسي.
إشادات دولية وعربية
حظي الاتفاق بترحيب واسع، حيث أشادت الولايات المتحدة بالدور القطري في تيسير المفاوضات، معتبرةً الاتفاق “خطوة مهمة نحو استقرار منطقة البحيرات العظمى”. كما أثنى المبعوث الرئاسي الأمريكي لأفريقيا، مسعد بولس، على “الريادة القطرية في حل النزاعات عالميًا”.
من جهتها، عبَّرت سفيرة الكونغو الديمقراطية لدى قطر، فاليري لوسامبا كابييا، عن امتنانها للجهود الأميرية، واصفة الاتفاق بأنه “بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والبناء”.
كما أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، بالاتفاق، مؤكدًا أهمية الدور القطري في تحقيق هذا الإنجاز.
وعلى الصعيد العربي، رحبت السعودية بالاتفاق، معربةً عن أملها في أن يُسهم في تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية بالكونغو، كما أثنت على الجهود القطرية في هذا الصدد.
يُذكر أن النزاع في شرق الكونغو شهد تصاعدًا خطيرًا في الأشهر الأخيرة، بعد سيطرة حركة “إم 23” على مدن رئيسية مثل غوما وبيكافو، مما أثار مخاوف المجتمع الدولي من امتداد الأزمة إلى دول الجوار.