في ظل صمت العالم المُطبق، تواصل آلة القتل الصهيونية سحقها لبُنيان غزة حجراً حجراً، ودماءً دماءً، بينما تتحوّل شوارع القطاع إلى مقابر جماعية تحت أنقاض القصف الليلي، وتتهاوى الأجساد الهزيلة ضحيةً للمجاعة المُفتعلة. اليوم، وبعد 656 يوماً من الإبادة الممنهجة، يسجّل التاريخ مجزرة جديدة في حي تل الهوى، ويشهد مخيم الشاطئ مزيداً من الدمار، بينما تُنذر الغارات المتواصلة على دير البلح بفصلٍ جديد من المأساة. المشهد لا يخلو من مقاومةٍ تُنزف دماء المحتل، لكنّ الأسى الأكبر يبقى للعالم الذي يُغمض عينيه عن جريمة القرن!
التفاصيل العسكرية: دماء تُراق في كلا الجانبين
-قصف ليلي دموي: ارتكبت قوات الاحتلال مجزرةً جديدةً بغارةٍ على حي تل الهوى، فيما استهدفت النازحين في مخيم الشاطئ، وواصلت غاراتها المكثفة على دير البلح، في تصعيدٍ يأتي بعد يومٍ من مجازر خلّفت أكثر من 80 شهيداً.
– المقاومة تردّ: سجّلت الساعات الماضية عمليات نوعية في خان يونس ودير البلح أسفرت عن إصابات في صفوف جنود الاحتلال، في إشارةٍ إلى أنّ زمن المقاومة لم ينتهِ رغم اختلال موازين القوة.
الكارثة الإنسانية: الموت جوعاً.. جريمة لا تُغتفر
– المجاعة تُفتك بالأبرياء: تتسع رقعة الموت البطيء في غزة، حيث تُسجل أرقامٌ جديدةٌ لضحايا الجوع المُتعمّد، بينما يتحوّل الحصول على كيس طحين إلى مغامرة بالموت.
– المستشفيات تحتضر: المنظومة الطبية تنهار تحت وطأة الحصار، فالأقسام المشبعة بالجرحى تعجز عن استيعاب المزيد، فيما الأدوية تنفد، والوقود يُستخدم لإنقاذ الأرواح بدلاً من دفنها!
المشهد السياسي: مفاوضات تدور في حلقات مفرغة
– مفاوضات الدوحة: لا تزال المحادثات جاريةً حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، لكن دون إعلان أي اختراقٍ ملموس، فيما تُلمّح مصادر إسرائيلية إلى زيارة مُحتملة للمبعوث الأميركي **ستيف ويتكوف** إلى الدوحة نهاية الأسبوع، في خطوةٍ قد تُشير إلى تسارعٍ في المسار التفاوضي.
سؤال التاريخ والضمير
بينما تُذبح غزة ليل نهار، وتُختزل قضيتها في أرقامٍ مجردة، يبقى السؤال الأكبر: إلى متى سيستمر هذا الصمت الدولي؟ وكيف يُمكن للعالم أن يزعمَ التمسّك بالقيم الإنسانية وهو يرى الأطفال يُقتلون تحت أنقاض بيوتهم، أو بين أحضان أمهاتهم الجائعات؟ المجزرة مستمرة.. والتاريخ يسجّل، ولكن يعلق شعب فلسطين، وأهالى غزة أملهم فى الله، وهم على يقين بأن النصر قادم لامحالة، ولكن فى الوقت الذى يريده الله.