في عمق الزمان، ترقد سوريا كما لو أنها لوحة فنية ترتعش بألوان مختلفة، تحكي قصصًا من صمود وألم وأمل. اليوم، تواجه البلاد واحدة من أخطر محطات تاريخها، حيث تتشابك فيها تحديات تُهدد كياناتها الروحية والثقافية، وتختبر فيها إرادة شعبها ومدى قدرته على النهوض من تحت رماد عصور من الظلام والجمود.
معركة من نوع خاص
تحت وهج التحدي الدعوي، تواجه سوريا معركة من نوع خاص، ليست مجرد صراع على البقاء، بل معركة على الهوية والوعي، حيث سُقيت مفاهيم دينية وقيم أخلاقية بمساحيق الإرهاب والتطرف، وبُثت فيها بذور الإلحادية والشك، لتشوه صورة المجتمع وتطمس معالم دينه الأصيلة. لعقود، عاش السوريون في ظل نظام شمولي، الذي زُرعت خلاله بذور الخوف والجمود، فأججت أفكارًا بعثية وإلحادية، شوهت المفاهيم الدينية، وعكرت صفو القيم المجتمعية، وهددت نسيج الأمة وروحها.
شرارة العمل
لكن إذا كانت الأزمة قد أفرزت قوى الظلام، فإنها، في ذات الوقت، أطلقت شرارة الفعل والمبادرة. ففي قلب هذا الظلام، تتوهج اليوم أصوات تسعى لإعادة إحياء الروح الدينية، وتصحيح المفاهيم، ونشر رسالة السلام والتسامح. إن الحاجة ماسة اليوم إلى جهود دعوية هادئة، عميقة، تتسلح بالحكمة والعقل، لانتشال المجتمع من براثن الانحراف والتفسخ، ذلك أن البناء الصحيح يبدأ من تصحيح المفاهيم، وهو مهمة ليست سهلة، لكنها ضرورية لتجديد الشرايين الروحية للمجتمع السوري.
وزارة الأوقاف.. حارس
وفي هذا السبيل، تقف وزارة الأوقاف، بقيادة الوزير الشيخ أبو الخير شكري، كما الحارس الأمين، ترحب بجميع المبادرات التنموية والدعوية التي تسعى لتعزيز الصورة الصحيحة للدين، وتؤسس لمساحات من الحوار والتفاهم. الوزير، الذي يقف على قمة الهرم الدعوي، يرى أن البناء الحقيقي لا يكون إلا من خلال العلماء والمصلحين والدعاة الذين يحملون شعلة رسالة البناء، لا الهدم، والذين يعكسون صورة سوريا الجديدة، المتعالية على الجراح، والمتشبثة بقيمها الأصيلة.
سوريا تتعطش للسلام
وفي زمن تواجه فيه سوريا تحديات كبرى، يظل الأمل قائمًا، فالشمس لا تغرب عن أرضٍ تتعطش للسلام، والعقل لا يهدأ قبل أن يُعيد ترتيب الأولويات، لتبقى سوريا، كما كانت دائمًا، رمزًا للصمود، والهوية، والانبعاث من تحت الرماد برؤى متجددة ونفوس مفعمة بالأمل والطموح.