بعد أن أعلنت السلطات التركية، الأربعاء، عن مقتل 10 من عمال الغابات والإنقاذ الذين كانوا يكافحون لإخماد النيران بالقرب من مدينة إسكي شهير بوسط تركيا.
وقال وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماكلي، إن خمسة من الضحايا كانوا عمال غابات في حين كان الخمسة الآخرون أعضاء في فريق جمعية البحث والإنقاذ بعد الكارثة “AKUT” الذين كانوا يساعدون في العملية.
11 حريقا كبيرا في الغابات في يوم 23 يوليو
وصرح يوماكلي بأن البلاد واجهت 11 حريقا كبيرا في الغابات في 23 يوليو وحده، اندلعت تسعة منها خلال النهار.
وترفع هذه الكارثة عدد القتلى في حرائق الغابات التي اندلعت وسط رياح قوية ودرجات حرارة مرتفعة وظروف جافة حتى الآن في البلاد هذا العام، إلى 13.
وقد اندلع الحريق في منطقة سيتغازي في إسكي شهير في 22 يوليو وامتد لاحقا إلى منطقة إحسانية المجاورة في أفيون قره حصار، مما استدعى استجابة واسعة النطاق من فرق الإطفاء البرية والجوية.
ووثقت مقاطع فيديو وصور الحريق الهائل الذي اندلع بالقرب من مدينة إسكي شهير بوسط تركيا.
أكثر من 1300 حريق غابات في تركيا منذ بداية العام
شهدت تركيا منذ بداية العام 1351 حريقًا في مناطق غابات، والمثير للقلق أن 25% من هذه الحرائق اندلعت خلال الأيام العشرة الماضية فقط.
وجاء في بيان توضيحي صادر عن الرئاسة التركية، أنه: “حتى الآن اندلع هذا العام، ما مجموعه 3181 حريقًا، منها 1351 حريقًا في مناطق غابات و1830 حريقًا خارج مناطق الغابات.
وتم التدخل لإخماد هذه الحرائق باستخدام 27 طائرة، و105 مروحيات، و6 آلاف مركبة برية، و25 ألف فرد. وقد نفذت طائراتنا منذ بداية الصيف 19,135 طلعة جوية وألقت 62,881 طنًا من المياه.
من بين حوالي 3 آلاف حريق، اندلع 761 حريقًا منذ 26 يونيو، وهو تاريخ تكثف الحرائق. وهذا يعني أن 25% من الحرائق التي اندلعت منذ بداية العام حدثت في الأيام العشرة الأخيرة فقط.
خلال الأيام العشرة الماضية، تمت مكافحة ما مجموعه 20 حريقًا كبيرًا وصلت إلى أبعاد خطيرة للغاية في إزمير، صقاريا، هاتاي، بيليجيك، مانيسا، إسطنبول، وبورصة. كل من هذه الحرائق العشرين كانت تحمل احتمالية الوصول إلى حجم حريق مانافغات عام 2021. وقد تمت السيطرة على جميع الحرائق الـ 761 التي اندلعت في الأيام العشرة الماضية.”
إجلاء أكثر من 50 ألف شخص
في واحدة من أسوأ موجات الحرائق التي عرفتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.اجتاحت عدة ولايات في غرب البلاد وجنوبها
وتركزت النيران في ولايات إزمير ومانيسا وبيلجيك وسكاريا وهاتاي، مدفوعة بموجة حر استثنائية ورياح عاتية ساهمت في تسريع امتدادها إلى مناطق سكنية وزراعية، وأجبرت السلطات على تنفيذ عمليات إجلاء جماعية وُصفت بأنها “الأضخم منذ سنوات”.
وبحسب بيان لوكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، فقد تم إجلاء أكثر من 50 ألف شخص من 41 بلدة وقضاء نُقلوا إلى مناطق آمنة، بينهم نحو 42 ألفا من قضاء سفري حصار في إزمير وحده، إلى جانب قرابة 3 آلاف من منطقة أكحصار في مانيسا، و1500 من 5 أحياء في هاتاي، إضافة إلى مئات آخرين من ولايات بيلجيك وسكاريا ومناطق متفرقة في شمال غرب البلاد.
ماهي أسباب الحرائق في تركيا؟
تشهد تركيا منذ 20 يوليو الجاري موجة حر شديدة، حيث وصلت درجات الحرارة إلى ما بين 6 إلى 12 درجة مئوية فوق المعدلات الطبيعية لهذا الموسم، بحسب خبراء الأرصاد الجوية تتعدد أسباب حرائق الغابات في تركيا، لكن أهمها :
قال الباحث البيئي في جامعة يلدريم عثمان كورتولوش إن موجة الحرائق الأخيرة في تركيا ترتبط بوضوح بتغير المناخ،
موضحا أن ارتفاع درجات الحرارة وتراجع الرطوبة باتا يشكلان بيئة مثالية لاشتعال النيران واتساع رقعتها، خاصة في أشهر مثل يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول.
أن الجفاف المتزايد وسرعة الرياح خلقا ما يعرف بـ”ظروف الحريق الشديدة”، وهو ما يفسر سرعة انتشار النيران في ولايات مثل إزمير وبيلجيك هذا العام.
وأضاف كورتولوش: إن استمرار هذا النمط المناخي قد يجعل مواسم الحرائق أكثر تكرارا وحدّة في المستقبل، ما لم تتخذ إجراءات جدية، أبرزها تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والتأهب المجتمعي، إلى جانب تقليل العوامل المسببة للاحتباس الحراري.
قال عالم المناخ بجامعة بوغازيتشي ليفنت كورناز إن الطقس الحار والجاف ساعد على اندلاع الحرائق،وأن تأثير تغير المناخ على حرائق الغابات يجعل انتشارها أسوأ.
الأسباب الطبيعية
وقد تنجم هذه الحرائق عن مجموعة من الأسباب الطبيعية (مثل البرق) أو عن إهمال الإنسان (مثل إلقاء أعقاب السجائر المشتعلة على الأرض). ويعتمد انتشار حرائق الغابات على تضاريس الأرض والوقود المتاح (الغطاء النباتي أو حطام الأخشاب) والأحوال الجوية (اتجاه الرياح وسرعتها ودرجة الحرارة).
وتأتي هذه الحرائق في وقت تعاني فيه عدة دول في جنوب أوروبا موجةَ حر شديدة، رفعت معها درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة وأسهمت في تأجيج مخاطر اندلاع حرائق الغابات.
وتزامناً مع ذلك، تواصل موجة حر شديدة اجتياح جنوب أوروبا، دفعت السلطات في دول مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال إلى إصدار تحذيرات من ارتفاع إضافي في درجات الحرارة وخطر اندلاع حرائق غابات جديدة.
وسجَّلت إسبانيا، درجة حرارة قياسية لشهر حزيران/يونيو بلغت 46 درجة مئوية في ولبة قرب الحدود البرتغالية، فيما أُعلنت حالة الإنذار القصوى في معظم المناطق الجنوبية. وفي مدريد، اقتربت الحرارة من 40 درجة، ما دفع السكان للتعبير عن قلقهم من الارتفاع «غير الطبيعي» في درجات الحرارة.
ويرى علماء أن تغير المناخ يفاقم حدة موجات الحر ويزيد من وتيرتها، خاصة في المناطق الحضرية الكثيفة البناء،وتظل الاتجاهات في تكرار الحرائق نتيجة للاحتباس الحراري غير معروفة.