إليكُم يا حُمَـاةَ “القُدْسِ” يَسْري نَبْضُ أشعــــاري
وما عندي سِـــوَى قلَــمي يُتَرْجِمُ دَمْعِيَ الجـاري
إليْكُم يا أُبـــــاةَ النفْسِ بيْنَ العــــــارِ والنــــــارِ
ولَمـَّا أَظْلَمَتْ باليأسِ كُنتُم نَجمَــةَ السَّــــاري
نَفَخْتُــم في غَدي رُوحًــــا؛ فَأَوْرَقَ مَيْـــتُ أزهــاري
فَمِن “عِزٍّ لــ”ياسينٍ” و”ضَيْفٍ” بَعدَ “سِنْـــــوارِ”
وشُبَّــــــانٍ كأنَّهُـــــمُ سُيــــــــوفُ اللهِ أَخْيـــــــــــارِ
وشَيْـــــــخٍ خَلفَهُ اِمْرَأةٌ تُواري طِفْلَـــها العــاري
رَسَمْتُـــــم بالدِّمــــــا أمَــلًا؛ فَأَجْفَـــلَ كلُّ جبَّـــــارِ
وشَنُّــــــــوا حربَ تَجويــــعٍ رعَاهــــــا كُلُّ خَــوَّارِ
بلا عُرْفٍ ولا دينٍ على مِنْهــــــــــاجِ فُجَّــــــــــارِ
فلَــبَّى نُصْــــــرَةً لَكُــمُ غريـــبُ الدِّينِ والـــدَّارِ
وما أَوْهَى عزيمَتَكُم نُكُوصُ الأهـلِ والجـــــارِ
وحُـــكَّامٍ يُجَلِّـلُهُم لِبـــــاسُ الخِــــــزْىِ والعــــــــارِ
فمـــــا رَفَّتْ لهُــــم عين ولا قلْبٌ كأحجـــــــــارِ
فَطُــــوبَى يا بُنَــــــاةَ المجــــدِ يا أَخْيــــــارَ أحــرارِ
زرَعْتُــم في غدي أملًا يحلِّق فوقَ أســــــواري
عزيـــزًا لا تُكَبِّــــله قيـــــودُ المـُجْـــرِمِ الضَّــــــاري
وإنْ طـــــالت ليالينــــــا حَبَــانــــا فيْـــضَ أنــوارِ
لنَفْزَعَ مِن كهـــوف الخوْف نَمحُـــو العـــارَ بالثَّـــارِ
ونَقْتَلِـــــعَ الأُلَى ظَلَمـوا كطــــوفـانٍ وإعْصــــارِ
وتُنْبِتَ أرضُنــــا خــــيْرًا عَطَــــاءً بَعْــــدَ إقْفــــــــــارِ
وتَحتَضِنُ الشهيـــــدَ الحىَّ في أَكْنَـــافِ أَبـــرارِ
بــــه تَزْهُــــو تُتَـــوِّجُــهُ أَكالِيـــــــلًا مِن الغَــــــــــارِ
هُنــــــاك أبثُّــــــها شجَني على أَنَّــاتِ أَوتـــــاري
وتَحْكي قصَّتي معَها بِلَحْنِ الحُبِّ أَطْيــــــــاري