نفت مصادر عسكرية صهيونية مزاعم حكومة بنيامين نتنياهو بشأن قيام حركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة إلى غزة، بحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز اليوم السبت.
وأكد المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن آليات إيصال المساعدات التابعة للأمم المتحدة كانت “فعالة إلى حد كبير” قبل أن توقف إسرائيل دخول الإمدادات إلى القطاع في مارس 2025 عقب انهيار وقف إطلاق النار.
في مايو، منحت إسرائيل والولايات المتحدة مؤسسة جديدة تُدعى مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) السيطرة شبه الكاملة على عمليات توزيع المساعدات، مما أثار انتقادات واسعة من الأمم المتحدة وحكومات دولية مثل بريطانيا وفرنسا، وفقًا لما ذكرته نيويورك تايمز.
وجاءت هذه الانتقادات وسط تقارير عن حوادث إطلاق نار في مراكز توزيع المؤسسة ومزاعم بانتشار المجاعة في القطاع.
رغم تصريحات نتنياهو في مارس بأن “حماس تسيطر على جميع الإمدادات التي تدخل غزة”، نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين عسكريين أن الأدلة المتاحة لدى الجيش الإسرائيلي تناقض هذا الادعاء.
وأوضحوا أن حماس استهدفت منظمات إغاثة أصغر تفتقر إلى البنية الأمنية واللوجستية، بينما بقيت عمليات الأمم المتحدة محمية نسبياً.
وأكد تقرير لوكالة رويترز أن الحكومة الأميركية توصلت إلى استنتاج مشابه، يفيد بأن فشل إيصال المساعدات ليس ناتجًا عن استيلاء حماس، بل عن القيود الإسرائيلية المتزايدة على الممرات الإنسانية.
في السياق ذاته، أفادت الأمم المتحدة بأن الجيش الإسرائيلي رفض، في مارس، السماح لها بالوصول إلى مناطق تفتقر إلى الإمدادات، لكنه وافق لاحقاً على دخول محدود بعد تفاقم الأزمة. ومنذ مايو،
تُشرف الأمم المتحدة على نحو نصف المساعدات التي تدخل غزة، فيما يدير صندوق الإغاثة العالمي البقية.
وتحدث جورجيوس بيتروبولوس، مسؤول سابق بالأمم المتحدة، قائلاً: “كنا نتعرض لتشهير متواصل دون دليل، ولو أُخذت تحذيراتنا بجدية منذ البداية، لكان آلاف الفلسطينيين قد نجوا من الجوع والموت”.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل حوالي 1100 مدني فلسطيني في مراكز توزيع تابعة لمؤسسة GHF. كما حذرت أكثر من 100 منظمة دولية من “مجاعة جماعية”، داعية إسرائيل إلى تسهيل وصول المساعدات.
من جهة أخرى، رفضت الحكومة الإسرائيلية مؤخراً تمديد تأشيرة دخول كبير مسؤولي الأمم المتحدة جوناثان ويتال، متهمة إياه بـ”نشر أكاذيب” حول الوضع الإنساني، رغم استمرار الأمم المتحدة في التأكيد على فشل إسرائيل في توفير ممرات إنسانية آمنة.