[في ضوء أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته وأساطين الأمة]
أُعلِنُ -وبكل فخر واعتزاز، وبدون خوف لومة لائم- أنني أُحِب الصحابي الجليل سيدنا الأمير معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.. ولا أحبه فقط.. بل حبُّه جزء من عقيدتي وإيماني، يتغلغل في أحشائي، ويجري مني مجرى الروح والدم، وأتقرب به إلى الله تعالى..
ولست وحدي أحبه فقط.. فليس حبي إياه شذوذًا أو بدعًا من الأمر.. بل يشاركني في هذا الحب ملايين الملايين من أبناء التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها، بل ويحبه كل منصف يرى الأمور بعين الحقيقة.. ولا يبغضه ولا يشتمه إلا فاجر شقي..
ولكن السؤال: لماذا حظي معاوية بهذا الحب العام إلى يوم القيامة؟ والجواب ليس لغزًا يعيي الأذكياء حلُّه..
إنه ينتمي إلى ذلك المجتمع الفذ الذي لم تر عينُ السماء خيرًا منه، ولم يطأ الأرضَ مجتمعٌ أفضل ولا أطهر منه – بعد الأنبياء -.
ذلكم المجتمع الذي كرمه الله تعالى -من فوق سبع سماوات- بوسام الرضا عن أفراده: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه}
إنه المجتمع الذي تربى في أحضان النبوة المباركة، وتشرف بتلقي القرآن الكريم – مباشرة – من رسول الله صلى الله وسلم..
فمن هنا.. سُمّي ذلك المجتمع -بحق و جدارة-: “المجتمع القرآني”!.
ولم يتشرف هذا الصحابي الجليل بشرف: ” مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ” فقط.. بل زاد شرفًا على شرف.. وسعادة على سعادة.. حيث كرمه الرسول صلى الله عليه وسلم، فجعله من كتبة الوحي الكرام الأجلة..
الله أكبر.. الله أكبر..
ما أجله من شرف.. وأعظم بها من ثقة حظي بها معاوية من صاحب القرآن الكريم..
فلا شك أن كتابة القرآن الكريم لشرف أي شرف.. لا يحظى به إلا ذو حظ عظيم.. إلا الذي يثق به من كان ينزل عليه القرآن الكريم من السماء..
فلا يتجرأ على الإساءة إلى مثل هذا الصحابي إلا وضيع رضيع شقي..
ماذا قال الرسول عن معاوية؟
معاوية يعد من أجلة الصحابة، ومن أحظاهم بحظوة خاصة من لدن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ومن هنا.. دعا – صلى الله عليه وسلم – لمعاوية دعاء خاصًا.. دعاء الهداية والوقاية من النار، فقال:
– «اللهم اجعله هاديًا مهديًّا، واهد به» (رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني).
وكذلك دعا -صلى الله عليه وسلم- له -أيضًا- قائلًا:
– «اللهم علمه الكتاب والحساب، وقه العذاب» (رواه الإمام أحمد في المسند).
ومَن أسعد حظًّا ممن دعا له من نزل عليه القرآن الكريم…؟
وهل يُشَكّ في سعادة حظ مثل هذا الشخص -المدعو له من لسان النبوة- و كونِه على الحق والهدى؟
والشاكّ نفسه في خسران وخطر عظيم.
– قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر في معاوية: أحضروه أمركم، فإنه قوي أمين.
(رواه الطبراني في مسند الشاميين).
شهادات لعظماء الأمة بفضل معاوية وكفاءته:
يكفي معاوية أن كل الصحابة الأحياء في عهده بايعوه، فقد أجمعت الأمة على معاوية، وبايعه علماء الصحابة والتابعين، وعدًوا خلافته شرعية، ورضوا إمامته، ورأوا أنه خير من يلي أمر المسلمين، ويقوم به خير قيام في تلك المرحلة، فروي عن الأوزاعي أنه قال: أدركت خلافة معاوية عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، منهم سعد، وأسامة، وجابر، وابن عمر، وزيد بن ثابت، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد الخدري، ورافع بن خديج، وأبو أمامة، وأنس بن مالك، ورجال أكثر مما سميت بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله، وأخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تأويله.
ومن التابعين لهم بإحسان إن شاء الله، منهم: المسور بن مخرمة، وعبد الرحمان بن الأسود بن عبد يغوث، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن محيريز، وفي أشباه لهم لم ينزعوا يدًا من جماعة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم (البداية والنهاية ٤٣٤/١١، ٤٣٥)
للأسف.. رغم شهادات أكابر الأمة -من العصر الأول إلى يومنا هذا- بمآثر معاوية رضي الله عنه، وفضائله ومزاياه رغم ذلك كله.. ما نال صحابيًّا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما نال معاوية بن أبي سفيان من الافتراء والدس.. ومعاوية براء مما يوصف به ويفترى عليه، براءة الذئب من دم ابن يعقوب!
فلا شك أن شخصية معاوية شخصية مظلومة مهضوم حقها، مفترى عليها، على أن ما ينسب إلى معاوية – زورًا وبهتانًا – لا ينتقص من مكانته الجليلة، ولا يحط من قدره، لأنه من أجلة الصحابة وكُتّاب الوحي، ومن الذين أبلوا بلاء حسنا في الجهاد في سبيل الله.
وقد أجمع العلماء على عدالة جميع الصحابة، ولا يجوز انتقاصهم أو التعرض لهم بالسب والازدراء، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدًا أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه» (رواه البخاري).
وقال الإمام مالك -رحمه الله-: من شتم أحدًا من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر، أو عمر، أو عثمان، أو معاوية، أو عمرو بن العاص، فإن قال: كانوا على ضلالة وكفر، قُتل.
أقوال الصحابة في معاوية:
بعد تزكية الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحتاج المسلم إلى تزكية أخرى، فكفى بها شهادة وتزكية.. ولكن لا بأس بأن نورد طائفة من الاعترافات بمكانة معاوية وعظمته، فأولًا نذكر أقوال الصحابة أنفسهم عن صاحبهم معاوية، فمن أصدق وصفًا وأصح تعبيرًا منهم عنه.. ففيما يلي أقوال لعدد من الصحابة عن معاوية رضي الله عنه:
– هذا كسرى العرب، تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما، وعندكم معاوية.
(عمر بن الخطاب)
– قال عمر عنه: دعوا فتى قريش وابن سيدها، وإنه لمن يضحك في الغضب، ولا ينال منه إلا على الرضا، ومن لا يؤخذ ما فوق رأسه، إلا من تحت قدميه. (البداية والنهاية: ١١/ ٤١٥)
فهذا قول دقيق من عمر في وصف معاوية، فقد وصفه بالدرجة العالية من الحلم، والتي تجعله منيعًا لا ينال ما عنده على قهر منه، وهذه الصفة من الصفات التي جعلت أمير المؤمنين عمر يبقيه أميرًا على الشام، لخطورة ذلك الثغر. (التاريخ الإسلامي ١١/ ٣٠)
– إياكم والفرقة بعدي، فإن فعلتم.. فإن معاوية بالشام، وستعلمون إذا وكلتم إلى رأيكم، كيف يستبزها دونكم. (عمر بن الخطاب)
(البداية والنهاية ٤٣٠/١١)
– أيها الناس! لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه، رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها، كأنها الحنظل.
– (علي بن أبي طالب، منصرفه من صفين)
– ما رأيت أحدًا أخلق للملك من معاوية، إن كان ليرد الناس منه على أرجاء واد رحب. (عبد الله بن عباس).
(البداية والنهاية ٤٣٨/١١)
– قال معاوية لابن عباس يعزيه في الحسن: لا يخزيك الله ولا يسوؤك في الحسن بن علي.
فقال له ابن عباس: أما ما أبقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسوؤني الله ولن يخزيني.
(مختصر تاريخ دمشق ٢٥/ ٦٧, ٦٨)
– وذكر ابن عباس معاوية فقال: لله در ابن هند ما أكرم حسبه وأكرم مقدرته، والله ما شتمنا على منبر قط، ولا بالأرض ضنًّا منه بأحسابنا وحسبه.
(تاريخ دمشق ٦٢/ ١٢٨، ١٢٩)
– ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب – يعني معاوية –
(سعد بن أبي وقاص).
(سير أعلام النبلاء ٣ / ١٥٠)
– ما رأيت أحدًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله من أميركم، يعني معاوية. (أبو الدرداء)
(مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٩/ ٣٥٧)
قال ابن تيمية -بعد أن أورد قول ابن عباس السابق، وأثر أبي الدرداء هذا-: فهذه شهادة الصحابة بفقهه ودينه، والشاهد بالفقه ابن عباس، وبحسن الصلاة أبو الدرداء وهما هما. (منهاج السنة ٦/ ٢٣٥)
– قد علمت بم غلب معاوية الناس، كان إذا طاروا وقع، وإذا وقعوا طار!! (عبد الله بن عباس).
– أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فقال: أوتر معاوية بركعة بعد العشاء!
فقال: دعه، فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصاب، إنه لفقيه.
(البخاري رقم ٣٧٦٥)
– ما رأيت أحدًا أسود (من السيادة) من معاوية، قال: قلت: ولا عمر؟ قال: كان عمر خيرًا منه، وكان معاوية أسود منه.
(عبد الله بن عمرو بن العاص)
– روى البخاري في صحيحه عن معاوية بن أبي سفيان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد، إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين». (٣٥٠٠)
جهابذة الأمة يشيدون بمكانة معاوية
والآن نقدم شهادات لعظماء الأمة بفضل معاوية رضي الله عنه:
– كان معاوية إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتهم. (حمد بن سيرين).
– كان معاوية يبعث رجلًا يقال له: أبو الجيش في كل يوم؛ فيدور على المجالس يسأل هل ولد لأحد ولد؟ أو قدم أحد من الوفود؟ فإذا أخبر بذلك أثبت في الديوان، يعني ليجري عليه الرزق. (محمد بن سيرين)
– رأيت معاوية في سوق دمشق، وهو مردف وراءه وصيفًا، عليه قميص مرقوع الجيب، وهو يسير في أسواق دمشق.
(يونس بن مسيرة بن جليس)
– لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي.
(الأعمش عن مجاهد)
– قال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل يا أبا الحسن! إذا رأيت رجلًا يذكر أحدًا من الصحابة بسوء، فاتهمه على الإسلام، وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله – أحمد بن حنبل – يُسأل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص، أ يقال له رافضي، فقال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيثة سوء، ما انتقص أحدّ أحدًا من الصحابة إلا وله داخلة سوء. (البداية والنهاية: ٨/ ١٣٩)
– تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.
(عبد الله بن المبارك، البداية والنهاية ١٣٩/٨).
– انعقدت الكلمة على معاوية، وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين، فلم يزل الأمر مستقلًّا إلى سنة وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو.
(ابن كثير)
– ما رأيت أحدًا أعظم حلمًا، ولا أكثر سؤددًا، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجًا، ولا أرحب باعًا بالمعروف من معاوية. (قبيصة بن جابر).
– وكان المعافى بن عمران يقول: إذا لم يكن الأموي حليمًا، فقد فارق أصله، وخالف أباه.
وكان معاوية يقول:
– “يا بني أمية! فارقوا قريشًا بالحلم، فو الله لقد كنت ألقى الرجل في الجاهلية، فيوسعني شتمًا وأوسعه حلمًا، فأرجع وهو لي صديق، إن استنجدته أنجدني، وأثور به فيثور معي، وما وضع الحلم عن شريف شرفه، ولا زاده إلا كرمًا”.
(معاوية بن أبي سفيان: عباس محمود العقاد، ص: ٥٥، المكتبة العصرية، بيروت).
– سئل المعافي بن عمران أيهما أفضل: معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟
فغضب وقال للسائل:
أتجعل رجلًا من الصحابة مثل رجل من التابعين؟! معاوية صاحبه، وصهره، وكاتبه على وحي الله.
(البداية والنهاية ١١/ ٤٥٠)
– إن معاوية كان عود العرب، وجد العرب، قطع الله عزوجل به الفتنة، وملّكه على العباد، وفتح به البلاد.
– (الضحاك بن قيس)
– نظر أبو سفيان يومًا إلى معاوية وهو غلام، فقال لهند: إن ابني هذا عظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه، فقالت هند: قومَه فقط؟! ثكلته أمه إن لم يسد العرب قاطبة.
– من مات محبًّا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وشهد للعشرة بالجنة، وترحم على معاوية، كان حقًّا على الله أن لا يناقشه الحساب.
(سعيد بن المسيب)
– عن الزهري قال: عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئًا.
(أخرجه الخلال في السنة٤٤٤/ ١. وقال المحقق: إسناده صحيح).
– معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين، ملك الإسلام، أبو عبد الرحمن، القرشي، الأموي، المكي.
(الإمام الذهبي)
– ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنسانًا قط، إلا إنسانًا شتم معاوية، فإنه ضربه أسواطًا.
(إبراهيم بن ميسرة)
– جعل معاوية رضي الله عنه دار المراجل بمكة، والتي كان يطبخ فيها طعام الحجاج وطعام الصائمين من الفقراء في شهر رمضان المبارك وقفًا في سبيل الله.
(التطور في العصر الأموي، ص ٢٦)
– عن عبد الأعلى بن ميمون عن أبيه: أن معاوية قال في مرضه الذي مات فيه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كساني قميصًا فرفعته، وقلم أظفاره يومًا، فأخذت قلامته، فجعلتها في قارورة، فإذا مت، فألبسوني ذلك القميص، وقطعوا تلك القلامة، واسحقوها وذَرّوها في عيني، وفي فيّ (أي فمي) فعسى الله أن يرحمني ببركتها. (الطبري ٦/ ٢٤٥).
– هذا. ومن أعظم ما يدل على فضيلة معاوية ما أخرجه البخاري في صحيحه: أن أم حرام بنت ملحان سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، قالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم، فقلت أنا فيهم يا رسول الله قال لا.
قال سعيد بن عبد العزيز: “لما قتل عثمان ووقع الاختلاف لم يكن للناس غزو حتى اجتمعوا على معاوية، فأغزاهم مرات، ثم أغزى ابنه في جماعة من الصحابة برًّا وبحرًا حتى أجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثمَّ قفل”.
(سير أعلام النبلاء 3/15. وفتح الباري 6/22).
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/120): قَالَ الْمُهَلَّب: فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ، وَمَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ.
– قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: ” واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة “.
(راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٨٤٥ – ٨٠١٧ – ٢٥٨٧٣ – ٢٠٢١٨).
– وصفه الشيخ أبو الحسن الندوي بقوله: “وأما معاوية فهو من العدول الفضلا، والصحابة
النجباء”.
وبعد. فهذا غيض من فيض مما ورد في فضائل هذا الصحابي الجليل، وما شابه التكلفُ، ولا خالطه التزيد، بل إنما هو مصطفى منتقى -كعسل مصفّى- مما جاء على لسان النبوة الصادق المصدوق، أو شهاداتٍ عادلة – من قبل العديد من كبار الصحابة وأكابر الأمة – بفضل الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه.
وأرجو أن في هذه السطور الوجيزة العاجلة لكفاية ومقنعًا وبلاغًا لمن لم يضرب الله على قلوبهم، وليست على أبصارهم غشاوة..
فليحذر الذين يدنسون ألسنتهم ويسودون وجوههم، ويدمرون عاقبتهم بالوقوع في أعراض الصحابة والنيل من مكانتهم، ولا يضر بذاؤهم إلا كما يضر نباحُ الكلب الفيلَ. كما أن البصاق إلى فوق لا يلوث إلا وجه صاحبه!
ألا.. إن المنافق الثرثار العليم قد يصور الباطل في صورة الحق، ويُلبس الإضاعة ثياب الحزم. (كما قال بعض السلف).
اللهم أرنا الحق حقًّا، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا، وارزقنا اجتنابه.
اللهم آمين يا رب العالمين!
(الأربعاء: ٢٧ من محرم ١٤٤٧ھ = ٢٣ من يوليو ٢٠٢٥م).
