أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن بريطانيا ستعترف بفلسطين في سبتمبر ما لم تتوصل إسرائيل إلى السلام في غزة.
وقال ستارمر، خلال خطابه، أمس الثلاثاء: “لقد قلت دائمًا إننا سنعترف بالدولة الفلسطينية كمساهمة في عملية السلام المناسبة في اللحظة التي يكون فيها التأثير الأقصى لحل الدولتين. ومع تعرض هذا الحل الآن للتهديد، فهذه هي اللحظة المناسبة للتحرك”.
وأضاف ستارمر، أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تنفذ إجراءات “لإنهاء الوضع المروع في غزة”، موضحا – في حديث موجه لحركة حماس-، إن مطالب بريطانيا “ثابتة ولا لبس فيها”.
وأوضح أن “يجب عليهم (حماس) إطلاق سراح جميع الرهائن على الفور، والموافقة على وقف إطلاق النار، ونزع السلاح، والقبول بأنهم لن يلعبوا أي دور في حكومة غزة”.
وستصبح بريطانيا ثاني دولة من مجموعة السبع وعضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تلتزم بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين، بعد تعهد فرنسا الأسبوع الماضي.
تطالب بريطانيا إسرائيل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حركة حماس في غزة، وستواصل دعم الجهود المصرية والقطرية والأمريكية للتوسط في التوصل إلى اتفاق.
وقال ستارمر إن “وقف إطلاق النار يجب أن يكون مستداما ويجب أن يؤدي إلى خطة سلام أوسع نطاقا، والتي نعمل على تطويرها مع شركائنا الدوليين”، مضيفا أن الخطة من شأنها أن توفر “الأمن والحكم السليم في غزة”.
أصر ستارمر على ضرورة أن تسمح إسرائيل للأمم المتحدة باستئناف إمداد المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد تحذيرات من انتشار المجاعة في جميع أنحاء القطاع.
وقال: “الآن، في غزة، وبسبب الفشل الكارثي للمساعدات ، نرى أطفالاً يتضورون جوعاً، وأطفالاً ضعفاء للغاية لا يستطيعون الوقوف: صور ستبقى معنا طوال حياتنا”.
وفي إطار عملية السلام الأوسع، قال ستارمر إن إسرائيل يجب أن توضح أنها لن تضم أي أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وتشكل الأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، محور تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة تشمل غزة وعاصمتها القدس الشرقية.
في عام 2019، أعلن نتنياهو عن خطط لضم أجزاء من الأراضي، حيث يعيش حوالي نصف مستوطن بين ثلاثة ملايين فلسطيني.
لكن إسرائيل علقت مثل هذه الخطوات بموجب اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة عام 2020.
ومع ذلك، واصل الوزراء اليمينيون المتطرفون في ائتلاف نتنياهو الدعوة إلى الضم وتوسيع المستوطنات، مما يقوض التحركات نحو حل الدولتين.
وطالبت بريطانيا إسرائيل ليس فقط بالالتزام بوقف إطلاق النار المؤقت، بل وخطة سلام طويلة الأمد تمهد الطريق للمفاوضات بشأن حل الدولتين.
وقال ستارمر إن بريطانيا مستعدة للتحرك نحو الاعتراف بفلسطين لأن “فكرة حل الدولتين أصبحت تتضاءل وتبدو اليوم أبعد مما كانت عليه لسنوات عديدة”، قائلا إن “الدولة هي حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني”.
وفي تصريح له يوم الثلاثاء، خلال قمة الأمم المتحدة في نيويورك، أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي أنه “لا توجد رؤية أفضل” من حل الدولتين لحل الصراع المستمر منذ عقود بين الفلسطينيين والإسرائيليين.