في كتابه «قوة الفكر»، يضع الدكتور إبراهيم الفقي خلاصة خبراته وتجربته الطويلة في علم النفس الإيجابي والبرمجة اللغوية العصبية، ليثبت أن الأفكار ليست مجرد خواطر عابرة، بل طاقة حقيقية تشكّل الواقع وتوجّه المصير.
ينطلق الكتاب من فرضية مركزية تقول إن:
“الفكر يصنع الشعور، والشعور يصنع السلوك، والسلوك يصنع النتائج، والنتائج تحدد مصير الإنسان.”
ومن هنا، فإن أول خطوة لتغيير الواقع تبدأ من الفكرة، لا من الظروف.
المضمون والأسلوب
الكتاب موجّه للقارئ العادي بلغة سلسة وأمثلة واقعية، ويقدم تمارين عملية لتغيير أنماط التفكير السلبي، واستبدالها بتصورات إيجابية ترسّخ الثقة بالنفس وتدفع نحو النجاح.
يركّز الفقي على أهمية السيطرة على الأفكار، لأنها حين تتكرر فإنها تُخزّن في العقل الباطن وتتحول إلى سلوك تلقائي. ويؤكد أن “ما تضعه في عقلك، تراه في حياتك”.
اقتباسات بارزة من الكتاب
“أنت اليوم حيث أوصلتك أفكارك، وستكون غدًا حيث تأخذك أفكارك.”
“كل فكرة تفكر فيها تذهب إلى العقل الباطن، فإذا كانت سلبية أعادت إليك نفس الشعور والسلوك السلبي.”
“الناجح يفكر في الحلول، والفاشل يفكر في العقبات.”
“التفكير السلبي لا يمنع حدوث الأشياء السيئة، لكنه يمنعك من الاستمتاع بالأشياء الجيدة.”
أهم الفصول
1- الفكر وتأثيره على الحياة: يوضح كيف يتشكل الواقع من خلال الفكرة.
2- العقل الواعي واللاواعي: شرح مبسط لتفاعل العقل مع الأفكار.
3- أنماط التفكير السلبي: كيف نتعرف عليه ونتجاوزه.
4- تقنيات برمجة الذات: توجيهات عملية للتحكم بالذات وتحفيز النجاح.
5- لامتنان والتوكيدات اليومية: أثر التكرار والنية في تحسين نمط الحياة.
أهمية الكتاب
ينتمي «قوة الفكر» إلى سلسلة من الكتب التي وضعها الدكتور الفقي لتأهيل الإنسان العربي نفسيًا وذهنيًا لمواجهة الحياة بثقة.
ولعل ما يميز هذا الكتاب تحديدًا هو ربطه بين الفكر والقدر، حيث يصبح الإنسان صانع مصيره عبر ما يسمح لعقله أن يصدقه ويؤمن به.
كما أن الكتاب ينسجم مع العديد من النصوص الدينية التي تكرّس مبدأ التغيير الداخلي، ومنها قوله تعالى:
“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
سيرة المؤلف
الدكتور إبراهيم الفقي (1950 – 2012) هو رائد التنمية البشرية في العالم العربي، وباحث متخصص في علم البرمجة اللغوية العصبية.
عاش لسنوات في كندا حيث أسس “المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية”، وكان يحاضر في كبرى المؤتمرات العالمية، وله أكثر من 40 كتابًا تُرجم معظمها إلى لغات عدة، من أشهرها:
قوة التحكم في الذات
المفاتيح العشرة للنجاح
فن التعامل مع الناس
سيطر على حياتك
كانت وفاته في حادث مأساوي، لكنها لم تُنه تأثيره المستمر في الملايين، الذين وجدوا في كلماته إلهامًا دائمًا لتجاوز الأزمات وتحقيق الذات.
الكتاب في سياق كتب التنمية البشرية
يُقارن هذا الكتاب بكتب عالمية مثل “قوة الآن” لإكهارت تول، و**”العادات السبع”** لستيفن كوفي، من حيث التأكيد على دور الوعي والإرادة في تشكيل حياة الإنسان.
غير أن أسلوب الفقي أقرب للقارئ العربي، لارتكازه على لغة وجدانية وروحية، تُزاوج بين العلم والإيمان، وتربط النجاح بالقيم لا بالماديات فقط.
—