كشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن الإدارة الأمريكية تُجري محادثات نشطة مع أذربيجان وعدد من حلفائها في آسيا الوسطى للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، في خطوة تهدف إلى تعزيز النفوذ الدبلوماسي الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة.
وتأتي هذه الجهود ضمن مساعي الولايات المتحدة لتوسيع نطاق اتفاقيات التطبيع التي بدأت عامي 2020 و2021 خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أسفرت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان.
وبحسب المصادر، فإن انضمام أذربيجان ودول آسيا الوسطى للاتفاقيات سيكون في الغالب ذا طابع رمزي، نظراً لأن معظم تلك الدول لديها بالفعل علاقات دبلوماسية قائمة مع إسرائيل. إلا أن التوسيع قد يفتح الباب لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد، والتكنولوجيا، والدفاع.
وتُجري إدارة ترامب مفاوضات اعتبرتها مصادر رويترز “من بين الأكثر تنظيماً وجدية”، لا سيما مع باكو، حيث التقى ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص للسلام، بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في مارس الماضي، تلاه لقاء آخر لمساعده آرييه لايتستون خلال الربيع.
في إطار هذه المساعي، تواصل مسؤولون أذربيجانيون مع دول عدة في آسيا الوسطى، أبرزها كازاخستان، لاستطلاع فرص الانضمام إلى الاتفاقيات. ولم يتضح بعد مدى تجاوب باقي دول المنطقة، مثل أوزبكستان، وتركمانستان، وطاجيكستان، وقيرغيزستان.
رغم تقدم المحادثات، لا تزال هناك عقبات جيوسياسية، أهمها النزاع القائم بين أذربيجان وأرمينيا، حيث تعتبر الإدارة الأمريكية أن التوصل إلى تسوية سلمية بين البلدين شرط أساسي لانضمام باكو إلى الاتفاقيات.
من جانبها، رفضت أذربيجان التعليق، بينما لم تصدر ردود رسمية من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الإسرائيلية أو سفارة كازاخستان في واشنطن.
ورغم رغبة واشنطن في تحقيق اختراق دبلوماسي أكبر يشمل السعودية، إلا أن الأخيرة ما زالت ترهن التطبيع مع إسرائيل بقيام دولة فلسطينية. كما أن الحرب المستمرة في غزة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص وفقاً للسلطات المحلية، فاقمت من الغضب العربي والدولي، مما يعقّد جهود التوسيع.
وفي هذا السياق، أعلنت كل من كندا وفرنسا والمملكة المتحدة مؤخراً عن دعمها للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية بفعل الحصار ومنع دخول المساعدات.
تُعد منطقة القوقاز وآسيا الوسطى ذات أهمية استراتيجية نظراً لثرواتها الطبيعية من النفط والغاز، وموقعها الجغرافي الرابط بين الشرق والغرب. وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها هناك في مواجهة روسيا والصين وإيران.
ورغم أن بعض المحادثات لا تزال “في مراحلها الأولى”، بحسب مصدرين، فإن المفاوضات مع أذربيجان متقدمة نسبياً، وقد يتم التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع أو أشهر، في حال تجاوز العراقيل السياسية والأمنية.