اجتاجت الفيضانات الأثيوبية مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من التعليقات، تفاعلا على هطول الأمطار الغزيرة في إثيوبيا وتسببها في انهيارات وانزلاقات أرضية أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وفقدان المئات، لتطرح التساؤلات عن أسباب هذه الكارثة وتحديداً في هذا الوقت من العام.
ومع شدة الأمطار صباح، طوال عشرة أيام كاملة،حدثت انهيارات أرضية في منطقة جوفا جنوب غرب إثيوبيا بمنطقة الأخدود الإثيوبي، حيث المناطق الجبلية والمكونة من عدة طبقات أرضية مائلة بسبب النشاط الزلزالي.
ما جعلها تتشرب كميات كبيرة من مياه الأمطار، وبالتالي ازداد وزنها ثم انزلقت مع الانحدار، مشيراً إلى أنه إذا كانت الطبقات العليا أسفلها طبقة طينية، تعمل في هذه الحالة كمادة غرينية تساعد على الانزلاقات بشكل أكبر.
وتوالت المنشورات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حول سد النهضة، منذ إعلان أثيوبيا أنّ تشغيله سيبدأ خلال الأشهر الستة المقبلة بعد اكتمال العمل فيه في يوليو/ تموز الماضي.
ومن بين هذه المنشورات، تم تداول مقطع مصوّر مرفق بمنشور يُفيد بأنّ “إثيوبيا تفتح جميع بوابات سد النهضة، خشية من انهياره”.
وطمأن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، المصريين بشأن تأثير الفيضانات العارمة التي تشهدها إثيوبيا حاليًا على حصة مصر المائية.
وأكد في تصريحات تليفزيونية أن هذه الفيضانات لن يكون لها أي تأثير سلبي على مصر، بل على العكس، ستؤدي إلى تدفق المياه نحو السودان ومصر خلال أيام.
وأوضح شراقي أن نهر النيل يتغذى بشكل رئيسي من الهضبة الإثيوبية التي توفر نحو 85% من مياهه، بينما تسهم منطقة بحيرة فيكتوريا بـ 15% فقط.
وأشار أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إلى أن موسم الأمطار في منطقة فيكتوريا قد انتهى بالفعل هذا العام وكان أعلى من المتوسط، مما يضمن وصول هذه المياه بشكل جيد.
سد النهضة وصل إلى طاقته القصوى
أما بخصوص الهضبة الإثيوبية، فأكد شراقي أن موسم الأمطار قد بدأ بالفعل ويستمر حتى سبتمبر، وهي الفترة التي تشهد أعلى معدلات الهطول، غير أن هذه المياه لم تكن تصل إلى مصر مباشرةً لأنها كانت محجوزة في سد النهضة.
وكشف شراقي أن سد النهضة قد امتلأ بالكامل تقريبًا، حيث يحتوي حاليًا على نحو 64 مليار متر مكعب من المياه.
وذكر أنه بعد استكمال المترين المتبقيين من طاقة التخزين القصوى لهذا العام، ستبدأ المياه قريبًا في التدفق من فوق السد، وهو ما قد يحدث خلال ساعات أو في اليوم التالي.
طمأن شراقي المصريين بأن “مياه الموسم كله ستأتي إلى مصر إن شاء الله هذا العام”، مؤكدًا أن الفيضان الحالي سيؤدي إلى فيضان المياه من فوق جسم السد، وهي مرحلة حاسمة في تشغيل أي سد مائي.
واعتبر أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن هذا يعد مؤشرًا على انتهاء إثيوبيا من التخزين لهذه المرحلة، وأن مصر والسودان سيبدآن في تلقي حصتيهما الطبيعية من المياه خلال أيام قليلة.
وكانت قد عرضت قناة القاهرة الإخبارية ،خبرا عاجلا يفيد، بأن وزير الخارجية بدر عبد العاطي، قال إن مصر ترفض الإجراءات الأحادية المخالفة للقانون الدولي في حوض النيل الشرقي.