في خضم الدخان المتصاعد والدماء المسفوحة، يطل قطاع غزة كجرح نازف على خريطة العالم.. بين مطرقة الاحتلال وسندان المجاعة، يئن أطفال فلسطين تحت وطأة حرب لا هوادة فيها.. واشنطن تلوح بيدها الخفية بين تمويل ظاهره إنساني بتمويل خليجي، مع صفقات سياسية غامضة.. بينما يلعب الكيان الصهيونى بورقة الاحتلال الكامل كبالون اختبار للردود الدولية.. فهل نرى نهاية لهذه المأساة أم أن غزة ستظل ساحة لصراع القوى العظمى؟
توجه ترامب
كشفت مصادر أمريكية عن توجه محتمل لإدارة الرئيس ترامب لقيادة الجهود الإنسانية في قطاع غزة بدعم مالي من دول الخليج فيما ظلت المواقف الأمريكية بشأن التصعيد العسكري الإسرائيلي غامضة وغير واضحة.
جاء ذلك خلال تصريحات متضاربة للرئيس الأمريكي الذي أكد تركيز إدارته على زيادة تدفق المساعدات الغذائية لغزة مع تفادي الإدلاء بأي موقف صريح تجاه الخطط الإسرائيلية المزعومة لاحتلال القطاع بالكامل حيث قال ترامب للصحفيين إن الأمر متروك لإسرائيل إلى حد كبير.
نية السيطرة
من جهتها نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نية الأخير للسيطرة الكاملة على غزة وهو ما سيلغي قرار الانسحاب الأحادي الذي اتخذته إسرائيل عام 2005.
وخلال اجتماع أمني استمر ثلاث ساعات مع كبار المسؤولين العسكريين استعرض نتنياهو حسبما أفادت تقارير خيارات مواصلة الحملة العسكرية في القطاع حيث أكد في كلمة للمجندين الجدد على ضرورة استكمال هزيمة حماس وتحرير الرهائن وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى.
تحذيرات داخلية
وفي سياق متصل حذر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير ومسؤولون أمنيون كبار من خطورة التوسع العسكري لما يشكله من تهديد لحياة الرهائن وهو ما دفع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للرد عبر منصاته بأن على الجيش تنفيذ قرارات الحكومة أيا كانت.
من المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء الأمني المصغر اجتماعا يوم الخميس لبحث خطة السيطرة الكاملة على غزة حيث أعلن مكتب نتنياهو استعداد الجيش لتنفيذ أي قرار يتخذه المجلس.
الخارجية الفلسطينية
وفي ردود الفعل الدولية حذرت الخارجية الفلسطينية من مخاطر هذه الخطط داعية المجتمع الدولي للتحرك العاجل بينما وصف متحدث أممي التقارير الإسرائيلية بالمقلقة للغاية إن صحت.
وفي تطور ميداني توغلت الدبابات الصهيونية في وسط غزة دون وضوح حول ما إذا كان ذلك مقدمة لهجوم بري أكبر حيث عبر سكان محليون عن مخاوفهم من أن يصبح الاحتلال الكامل للقطاع حكما بالإعدام على السكان.
خطة واشنطن
على الصعيد الإنساني كشف مسؤولون أمريكيون عن خطة واشنطن لقيادة جهود الإغاثة في غزة بدعم مالي من قطر ودول خليجية أخرى وبمشاركة محتملة لمصر والأردن حيث أكدوا تركيز ترامب الشخصي على حل أزمة المجاعة المتفاقمة في القطاع.
وفي سياق متصل أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة العشرات خلال حادث انقلاب شاحنة مساعدات غذائية واتهم الكيان بتعمد خلق ظروف الفوضى وتعريض المدنيين للخطر.
كما دعا مسؤولون أمميون إلى تفكيك آلية الإغاثة الحالية في غزة التي تديرها إسرائيل بدعم أمريكي وطالبوا بإنشاء آلية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدات بشكل نزيه وفعال.