في صفعة قوية للتجارة العالمية، دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ مستهدفة أكثر من 90 دولة بضربة واحدة، حيث أعلن ترامب عن تدفق مليارات الدولارات لخزينة بلاده فيما تواجه اقتصادات كبرى صدمة تعريفات تصل إلى 100% على بعض منتجاتها.
خلفية الصراع التجاري
تمثل هذه الخطوة ذروة سياسة ترامب الحمائية التي بدأها منذ عودته للبيت الأبيض بهدف إعادة هيكلة النظام التجاري العالمي الذي يعتبره مجحفا بحق الولايات المتحدة، حيث بلغت معدلات الرسوم الجمركية الأمريكية أعلى مستوياتها منذ مئة عام
تفاصيل الضربة القاسية
شملت الضربة الجمركية مجموعة صادمة من المعدلات تتراوح بين 15% للاتحاد الأوروبي و39% لسويسرا و40% لكل من لاوس وميانمار، فيما هدد ترامب برفع رسوم الواردات الهندية إلى 50% وفرض 100% على رقائق الكمبيوتر المصنعة خارج أمريكا.
الأهداف الخفية
تكشف الرسوم عن استراتيجية متعددة الأبعاد تهدف إلى:
– إجبار الشركات على إعادة تصنيع منتجاتها داخل أمريكا
– الضغط على الدول لوقف التعامل مع روسيا
– تقليل العجز التجاري الأمريكي
– تقويض النفوذ الصيني في آسيا
ردود الفعل الدولية
أعلنت الهند رفضها القاطع للرسوم ووصفتها بأنها غير عادلة بينما دخلت سويسرا في حالة طوارئ بعد فشل مفاوضاتها مع واشنطن في حين قبلت بعض الدول الآسيوية الضربة بصمت بعد أشهر من الترقب والقلق.
تأثيرات اقتصادية مدوية
يتوقع خبراء الاقتصاد أن تؤدي هذه الرسوم إلى:
– ارتفاع أسعار المستهلكين في أمريكا والعالم
– اضطراب سلاسل التوريد العالمية
– إعادة رسم الخريطة الاستثمارية للشركات متعددة الجنسيات
– تعميق الانقسام في النظام الاقتصادي العالمي
المفاوضات المستمرة
رغم حدة الإجراءات تواصل عدة دول مفاوضات مكثفة مع واشنطن حيث نجحت بعض الاقتصادات الكبرى مثل بريطانيا واليابان في الحصول على إعفاءات جزئية بينما تبقى مصالح تايوان الحليف الاستراتيجي لأمريكا تحت تهديد رسوم 20%.
الحرب على جبهات متعددة
تمزج الضربة الجمركية بين أهداف اقتصادية وسياسية حيث تربط ترامب صراحة بين الرسوم والحرب على المخدرات عبر الحدود الكندية، و الصراع الروسي الأوكراني، والمنافسة التكنولوجية مع آسيا، ومحاولة عزل روسيا اقتصاديا.
مستقبل النظام التجاري
مع تصاعد هذه الحرب التجارية غير المسبوقة يبدو النظام الاقتصادي العالمي على وشك تغيير جذري قد يقسمه إلى كتل تجارية متصارعة في مشهد يعيد إلى الأذهان أسوأ أيام الحمائية في ثلاثينيات القرن الماضي.