القارئ الشيخ محمد الصيفي -المعروف بـ«أبي القراء»- عاش بين عامي ١٨٨٥-١٩٥٥، وعاصر الرعيل الأول من قراء الإذاعة المصرية مثل: الشيخ محمد رفعت والشيخ على محمود.
كان «الصيفي» قارئًا مُتمكنًا مُتقنًا عالمًا فقيهًا بعلوم القرآن الكريم وقراءاته العشر الكبرى، حاصلاً على دكتوراه حقيقية “العالِمية” من جامعة الأزهر الشريف، وليست مضروبة أو مُشتراة!
وفوق كل هذا الإتقان.. تمتع الشيخ «الصيفي» بصوت عذب وأداء سلس، وكان يردد دائمًا: “القراءة المطلوبة يجب أن يشترك في ترتيلها اللسان والعقل والقلب».
ورغم كل ذلك.. فإن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لا يعترف بالرجل، ولا يقدره حق قدره، رغم أنه قدٌَر مَن هم دونه تاريخًا ومكانة، وحرم مستمعي إذاعة القرآن الكريم من صوته السلسبيل!
ويبقى السؤال دائمًا: إذا كان «المسلماني» يجهل أسماء الرعيل الأول من قراء الإذاعة، فلماذا لا يخبره الآخرون من باب الإنصاف؟!
أما إذا كانت الحيثيات المذكورة أعلاه لا تروق لـ«المسلماني»، فيمكن أن تخبروه بأن القارئ الجليل ينتمي إلى أسرة فنية عريقة، لا تزال فروعها ممتدة حتى الآن؛ فربما انقلب على عقبيه وردَّ للرجل حقه المسلوب، وقد يطلق يومئذ اسمه على أحد استوديوهات ماسبيرو!