يشهد قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتوالى التحذيرات الدولية من تفاقم المجاعة التي تضرب السكان مع استمرار الحصار وإغلاق المعابر أمام المساعدات.
فقد أصدرت مجموعة من 27 دولة، تضم بريطانيا وكندا وأستراليا واليابان وعددًا من الدول الأوروبية، بيانًا مشتركًا وصفت فيه الوضع الإنساني بأنه بلغ “مستويات لا تُصدق“،
ودعت إسرائيل إلى فتح جميع المعابر أمام المساعدات دون تأخير أو تسييس. البيان شدد على أن الغذاء والدواء والمياه النظيفة يجب أن تصل إلى المدنيين فورًا، وإلا فإن معدلات الوفيات، خاصة بين الأطفال، ستواصل الارتفاع بشكل مأساوي. (صحيفة واشنطن بوست الأمريكية)
دعوات لإطلاق تدفق غير محدود من المساعدات
وفي بيان منفصل، حذر وزراء خارجية 24 دولة، من بينها المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبي، من أن معاناة سكان غزة بلغت حدًا “غير مسبوق”.
ودعوا إلى إطلاق “تدفق غير محدود” من المساعدات الإنسانية، مع ضمان عدم عرقلة القوافل الإغاثية أو استخدامها كورقة ضغط سياسية. هذه الدعوات جاءت في وقت أشارت فيه منظمات إغاثية إلى أن ضحايا سوء التغذية ارتفعوا إلى 227 شخصًا، بينهم 103 أطفال، وسط ظروف معيشية كارثية وغياب شبه كامل للرعاية الصحية الأساسية. بحسب( وكالة رويترز للأنباء)
تحركات إقليمية نحو صفقة شاملة
وفي ظل هذا الضغط الدولي، كثفت دول الوساطة الإقليمية، وفي مقدمتها مصر وقطر، جهودها لإيجاد مخرج سياسي للأزمة، عبر الدفع نحو صيغة “صفقة شاملة” تتضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادلًا كاملًا للأسرى. فقد وصل وفد من حركة حماس، برئاسة خليل الحية، إلى القاهرة تلبية لدعوة مصرية.
وذلك لبحث مقترح يتضمن إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، سواء أحياء أو جثامين، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، ووقف العمليات العسكرية لفترة طويلة، مع إنشاء إدارة مؤقتة للقطاع بإشراف دولي وإقليمي. وفق (موقع الجزيرة نت)
إسرائيل تلوّح برفض الاتفاقات الجزئية
كما أشار تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح إلى أن إسرائيل لم تعد مهتمة بالاتفاقات الجزئية، بل تسعى إلى صفقة كبرى تحسم ملف الأسرى وتوقف الحرب دفعة واحدة.
هذه المقاربة، وإن كانت تعكس تحولًا في الموقف الإسرائيلي، إلا أنها لا تزال تواجه خلافات جوهرية حول شروط التنفيذ وضمانات الالتزام من الجانبين.
ترابط المساعي الإنسانية والسياسية
وفي موازاة ذلك، ربطت مصادر دبلوماسية بين التحرك الدولي لوقف المجاعة والجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق شامل، معتبرة أن ضغط العواصم الغربية،
إلى جانب المبادرات الإقليمية، يهدف إلى فرض واقع جديد يمنع استمرار المعاناة الإنسانية ويفتح الطريق أمام تسوية طويلة الأمد في غزة. وفق(سكاي نيوز عربية)