تضرر قطاعا الزراعة والثروة الحيوانية في العراق بشدة بسبب الجفاف وانخفاض إطلاق الموارد المائية من نهري دجلة والفرات من قبل تركيا وسوريا، ولكن على الرغم من آثار الجفاف، فقد تعافت الثروة الحيوانية.
وقال النائب في البرلمان العراقي عارف الحمامي، إن “أزمة الجفاف في مدن الجنوب ومنطقة الفرات الأوسط أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً”.
ودعا عارف حمامي، السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من آثار الجفاف، وقال لرووداو إن الجفاف أثر بشدة على الثروة الحيوانية ونفق عدد كبير من الحيوانات في وسط وجنوب العراق.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن الجفاف في العراق ليس ظاهرة مؤقتة، بل هو نتيجة لتغير المناخ وسوء إدارة المياه، مما تسبب في كارثة على الثروة الحيوانية وحياة الأشخاص الذين يعتمدون عليها.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة “إن الوضع يتطلب تحركا محليا عاجلا ودعما دوليا لإنقاذ ما تبقى وبناء نظام أكثر قدرة على الصمود في المستقبل”.
آثار الجفاف على الثروة الحيوانية
يُعدّ الجفاف من أكبر الأزمات التي تواجه العراق، وقد أثّر سلبًا بشكل مباشر على القطاع الزراعي، وخاصةً الثروة الحيوانية. وتتعدد آثاره، ويمكن تلخيصها على النحو التالي:
ويؤدي الجفاف إلى انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات، فضلاً عن جفاف معظم الغابات والجداول والينابيع.
تعاني الحيوانات من العطش الشديد وغالباً ما تُجبر على شرب المياه الملوثة وغير الصحية، مما يؤدي إلى المرض والموت.
وبسبب الفيضانات، فإنها تؤدي إلى تجفيف المراعي الطبيعية وتقليص كمية العشب الذي تأكله الحيوانات بشكل كبير.
ويضطر هذا مربي الماشية إلى الاعتماد على شراء البيرة الجاهزة (مثل الشعير والذرة)، والتي ارتفع سعرها بشكل كبير بسبب الجفاف.
كما يؤدي نقص الغذاء والماء إلى سوء التغذية وضعف مناعة الحيوانات. الحيوانات الضعيفة أكثر عرضة للأمراض، وينخفض إنتاجها (الحليب واللحوم) بشكل ملحوظ.
إن تجمع الحيوانات حول مصادر المياه النادرة وضعف أجهزتها المناعية يمهد الطريق لانتشار سريع للأمراض المعدية، مما يؤدي إلى نفوق جماعي للحيوانات.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية:
35% من الغابات
لم يبقَ من غابات المنطقة سوى 35%، مع شحّ المياه. وقد أدّى ذلك إلى زيادة ملوحة المياه، وعندما تشربها الماشية، تتسمم أو تموت.
وقال المهندس الزراعي أياد صبري: “بعد نقص المياه في عام 2022، فإن معظم الحيوانات التي تذهب إلى أعماق الغابات ستغرق وتموت بسبب جفاف الأنهار ونضوب مياه الغابات”.
أدى هذا الوضع إلى تراجع تربية الجاموس. ووفقًا لسكان محليين، كان كل شخص يربي ما بين 30 و40 رأسًا من الماشية سابقًا، أما الآن، فيربي ما بين 5 و15 رأسًا.
وبحسب وزارة الزراعة العراقية، فإن عدد الماشية في العراق سيصل بحلول عام 2023 إلى أكثر من 462 ألف رأس، أي ما يقرب من نصف العدد مقارنة بما كان عليه قبل 40 عاماً.