أهدتني إحدى الأستاذات الفاضلات نسخة من كتاب (الشرق الأوسط الجديد) لوزير خارجية العدو الأسبق شمعون بيريز.
الآن أنهيت قراءة الكتاب، وهو بحدود 230 صفحة، وليس لدي الآن الوقت لتلخيصه أو تحليله، ولذلك فسأكتفي بهذه الملحوظة الجوهرية
:
يعترف المؤلف أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق النصر الكلي على العرب وإلى الأبد
.
ويعترف أيضا أن تدمير المفاعل النووي العراقي لم ينه خطر الجيش العراقي، وإنما أجّل الخطر لوقت مريح نسبيا! ولذلك هو يتوقع مفاجآت محتملة من الدول العربية وإن كان على المدى المتوسط أو البعيد لاستثمار أي حالة خلل في النظام الدولي لبناء قوة جديدة تهدد إسرائيل!
حتى غزّة أكد أهمية تسليمها الفلسطينيين باعتبارها عبئا ثقيلا على إسرائيل.
إن هذا يؤكد ما نشرته سابقا عن أن إسرائيل لا تملك الزخم البشري الذي يؤهلها من التمدد أو التوسع الجغرافي واحتلال دول الجوار العربي احتلالا مباشرا، أما تصريحات النتن ياهو الأخيرة (من الفرات إلى النيل) فمع كل فيها من وقاحة إلا أنها لا تعدو أن تكون تعبيرا عن حلم طوباوي مشحون بالحقد والغطرسة لا غير.
لكن المتغيّر الواقعي والملموس هو ما يجري على أرض غز-ة والموافقة الأخيرة التامة على قرار إعادة احتلالها احتلالا مباشرا، وربما يفسّر ذلك بأن عبء غز-ة بعد سيطرة حم-اس عليها صار أثقل بكثير على الكيان من عبء احتلالها وإدارتها.
وإذا كانت قراءتي هذه صحيحة فإن العدو سيخطط بعد إنهاء ملف غز-ة على أي وجه كان إلى إحياء مشروع (التطبيع) مع الدول العربية على المستويين (الرسمي والشعبي) فليس للعدو غير ذلك، لأن هذا لو تحقق له -لا قدر الله- فسيكون هو أقدر على بسط هيمنته المطلقة سياسيا واقتصاديا من دون أن يكلف نفسه أعباء مجابهة قوى المقاومة الشعبية في حالة لو قرر احتلال هذه البلدان، فلا الشعب المصري سيرضى باحتلال النيل، ولا الشعب العراقي أو السوري سيرضى باحتلال الفرات، بل سيواجه النتن ياهو معارضة داخلية أكبر بكثير مما يواجهه اليوم، وإذا كان النتن وجيشه قد غرق في رمال غز-ة لما يزيد على السنتين فكيف لو تشتت جيشه في مساحة تزيد على مساحة القطاع بألف مرة وأكثر؟.
هذه ملحوظتي الشخصية وهي بكل تأكيد قابلة للنقد أو الإضافة بحسب اختلاف المعلومات واختلاف زوايا النظر أيضا، والله تعالى نسأل أن يغيّر حال هذه الأمة من حال الضعف والشتات والهوان إلى حال القوة والوحدة والعمران.
وأشكر مجددا من كانت السبب في هذه القراءة النافعة، جزاها الله كل خير.