كان مهما أن يظهر الدكتور محمود حسين في لقاء تليفزيوني، باعتباره ثاني اثنين، من مرشدي جماعة الإخوان المسلمين، وذلك ليكسر حالة الجمود الذي أصابت الجماعة منذ انقلاب 2013، ذلك الجمود الذي كنت أحد المطالبين (ربما الوحيد) بكسره، وأن يكون للجماعة حضورا يليق بحجمها وتاريخها، ويناسب دورها في الأحداث التي وقعت، وموقفها من الأحداث الجارية، ورؤيتها للأحداث المستقبلية..
ولأن الحوار الذي أجراه الأخ المحترم الإعلامي النشيط محمد جمال، امتد لأكثر من ساعتين، فقد توقعت أن يكون فيه ردود على كافة التساؤلات التي شغلت بال الكثيرين طوال الـ12 سنة الماضية، سواء من أبناء الجماعة أو من خارجها،
إلا أنه لم يتم الإجابة عنها، ولا حتى عن البعض منها، وكان الحوار بأكمله، أقرب لرسالة طمأنة من مرشد الإخوان، إلى المؤسسة العسكرية المصرية، بأن جماعة الإخوان ليس في صدرها شيئا تجاه قيادات تلك المؤسسة، وأنها أي الجماعة كانت ولا زالت على العهد، بالوقوف مع الجيش والاصطفاف خلفه، متى طٌلب من الجماعة ذلك.
وعقب الانتهاء من سماع المقابلة، خرجت بالكثير من الملاحظات المهمة، لكني سأكتفي بطرح سبع منها فقط.
1 – تم ذكر مصطلح المؤسسة العسكرية في اللقاء 29 مرة، منها 18 مرة للضيف وحده، و11 مرة للمذيع.
2 – تم ذكر كلمة الجيش 16 مرة، منها 15 مرة للضيف، ومرة واحدة للمذيع.
3 – تم ذكر كلمة ثورة مرتين فقط، بواقع مرة للضيف ومثلها للمذيع.
4 – كانت مفارقة أن المرة الوحيدة التي ذكر فيها الدكتور محمود حسين كلمة ثورة، جاءت في سياق التأكيد على دعم جماعة الإخوان للجيش، عندما قال إن الإخوان المسلمين، عندما نزلوا في ثورة يناير، وقفوا بجوار الجيش في الحفاظ على الأمن، من خلال اللجان الشعبية التي تم تشكيلها.
5 – يعترف الدكتور محمود حسين بأن المؤسسة العسكرية، من الممكن أن يكون بها القادة الفاسدين، وأن هذا الأمر قد يكون موجودا بكل مؤسسات الدولة، لكنه يرى أن عمليات التطهير، لا يجب أن تتم بالقوة (يقصد الثورة) إنما بالإصلاح.. والواضح أن الدكتور محمود نسي أن الدكتور الراحل محمد مرسي، عندما كان رئيسا للجمهورية، كان يحاول الإصلاح، لكنه دفع حياته ثمنا لمحاولاته هذه، بل إن مصر والمصريين ما زالوا يدفعون ثمن هذه المحاولات إلى الآن.
6 – يقول الدكتور محمود حسين إن الإخوان المسلمين لن يتصدروا المشهد.. لكنه لم يقل أي مشهد هذا؟ وهل يُفهم من هذا أن الإخوان، قرروا الخروج من مسرح السياسة، أم أنهم لن ينافسوا على منصب رئيس الجمهورية مرة ثانية؟ الأمر كان يحتاج لتوضيح، لكن المذيع لم يهتم.
7 – يقول الدكتور محمود إن جماعة الإخوان عملت مراجعة لكل ما حدث، في الفترة الماضية، لكنه يقول إن المراجعة تمت داخل الصف لتحسين وضبط الأداء، ويقصد بالصف طبعا هو جماعة الإخوان،
لكن فات على الدكتور محمود، أن هناك قطاعا واسعا من أبناء الشعب المصري ليسوا من المنتمين لجماعة الإخوان العبد لله منهم، لكنهم وقفوا بجوار الإخوان في كل الاستحقاقات الانتخابية التي خاضوها بعد الثورة، وعلى رأسها استحقاق الانتخابات الرئاسة، ومن حق هذا القطاع الواسع، معرفة نتيجة تلك المراجعة.