ألقي موقع ” جيوبوليتكال فيوتشرز “الأميركي الضوء علي مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي يروّج له نتنياهو مشيرا إلي أن هذا المشروع ليس مجرد شعار سياسي، بل خطة توسعية تحمل مخاطر إقليمية هائلة، من سوريا ولبنان إلى فلسطين، وتضع إسرائيل أمام مأزق استراتيجي طويل المدى.
تعود فكرة “إسرائيل الكبرى” بحسب التقرير الذي ترجمته “جريدةالأمة الإليكترونية ” إلى هرتزل عام 1904 حين وضع حدودها بين وادي مصر ونهر الفرات، ثم برزت بعد حرب 1967 حين تبناها الليكود، وروّج لها قادة مثل مناحيم بيغن، وبتسلئيل سموتريتش عام 2019 الذي دعا لضم أراضٍ من سوريا ولبنان ومصر والعراق والسعودية.
في مقابلة صحية قال نتنياهو : إنه يرتبط بقوة بفكرة “إسرائيل الكبرى”، التي يعتبرها مهمة دينية وتاريخية، ويرى نفسه المكلّف بتحقيقها، وهو ما أعاد إحياء مشروع توسعي يهدد استقرار الشرق الأوسط ويضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع محيطها العربي والدولي
ويقدّم نتنياهو مشروعه باعتباره مهمة توراتية موروثة، ويعتبر نفسه مصححًا لما يراه أخطاء تاريخية مثل فشل بن جوريون في طرد الفلسطينيين عام 1948، وتوقيع رابين اتفاق أوسلو 1993، وانسحاب شارون من غزة عام 2005، ليبرر بذلك سياسات التوسع الإقليمي.
ولا تتوقف الإطماع الصهيونية عند أراضي فلسطين فقد استغلت إسرائيل الارتباك في سوريا وتراجع النفوذ الإيراني لتعزيز وجودها في مواقع استراتيجية مثل جبل الشيخ وحوض نهر اليرموك،
وبل طرحت فكرة “ممر داود” الذي يربط مناطق الدروز في جنوب سوريا بمناطق الأكراد ويمتد شرق الفرات حتى الحدود العراقية، بما يفتح الطريق أمام مشروع خط أنابيب نفط من كركوك إلى حيفا.
وويمتد مشروع نتنياهو إلي الأراضي اللبنانية حيث وسّعت إسرائيل المنطقة الأمنية شمال نهر الليطاني، وسيطرت على خمسة مرتفعات استراتيجية، ملوّحة باجتياح جديد إذا اندلع القتال مع حزب الله، في خطوة تؤكد أن مشروع نتنياهو لا يتوقف عند الحدود التاريخية بل يتجاوزها نحو فرض وقائع عسكرية جديدة.
وفي هذا السياق قوبلت تصريحات نتنياهو برفض دولي واسع؛ حتى من دول حليفة أو مُطبِّعة، مصر طالبت بتوضيح رسمي، والسعودية أكدت على الحق التاريخي والقانوني للفلسطينيين في دولة مستقلة، والإمارات رأت أن الفكرة تهدد وحدة أراضي دول عربية عدة، بينما وصفت ألمانيا وإسبانيا الاستيطان بأنه خرق للقانون الدولي.

وبينما تستغل إسرائيل اللحظة وتمضي نحو تحقيق نبوءة توراتية تحت قيادة نتنياهو، فإنها تواصل إنكار الهوية الوطنية الفلسطينية. فهي لا تعترف بوجودهم كأمة ذات ذاكرة جمعية، وترفض التفاوض معهم، ثم تصفهم بالإرهابيين حين يثورون.
ومن المهم الإشارة إلي أن تعاطف الغرب مع طموح الدولة اليهودية بسبب المحرقة، التي لم يكن للفلسطينيين أي دور فيها، واليوم يدركون حجم مأساة الفلسطينيين.
ورغم أن إسرائيل أصبحت القوة العسكرية المهيمنة في الشرق الأوسط، إلا أنها لا تستطيع كسب صراع طويل على مدى أجيال، كما يعد نتنياهو. ففي القرن الرابع عشر، فقد الصليبيون اهتمامهم بغزو أراضي المسلمين بعد قرنين من الحرب، وانسحبوا من الشرق الأوسط رغم أنهم لم يُهزموا مباشرة