أعلن مجلس السكك الحديدية الهندي عن خطوة لدعم الاقتصاد المحلي في وادي كشمير، حيث تمت الموافقة على إطلاق أول خدمة قطار شحن سريع يومية بين بودغام في كشمير وأدارش ناغار في العاصمة دلهي.
ويهدف هذا المشروع إلى تسهيل حركة البضائع من الوادي إلى الأسواق الكبرى في الهند، خاصة السلع المميزة التي تشتهر بها المنطقة مثل الفواكه الجافة والحرف اليدوية.
ومن المتوقع أن تساهم الخدمة في تعزيز صادرات كشمير وتخفيض تكاليف النقل التي كانت تعتمد بشكل أساسي على الطرق البرية.
وبحسب الخطة، ستستغرق الرحلة بالقطار حوالي 23 ساعة، ما يمثل تقليصًا ملحوظًا في زمن الشحن مقارنة بالوسائل التقليدية.
وسيتم تنفيذ المشروع في مرحلته الأولى ضمن طور تجريبي لمدة عام كامل، يتم خلاله تقييم الأداء وجدوى الاستمرار به بشكل دائم.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها نقلة نوعية للبنية التحتية التجارية في كشمير، إذ ستفتح الباب أمام المزارعين والحرفيين للوصول بشكل أسرع إلى الأسواق الوطنية، وتعزيز فرص العمل والنمو الاقتصادي في المنطقة.
أثار قرار مجلس السكك الحديدية الهندي بإطلاق أول خدمة قطار شحن يومية بين بودغام في وادي كشمير وأدارش ناغار في دلهي تباينًا في ردود الفعل داخل المنطقة.
فبينما رحبت الأوساط الرسمية بهذه الخطوة باعتبارها نقلة نوعية لدعم الصادرات المحلية، برزت أصوات ناقدة عبّرت عن مخاوفها من الآثار الجانبية للمشروع.
سائقو الشاحنات وشركات النقل البري كانوا في مقدمة المنتقدين، معتبرين أن القطار الجديد قد يؤدي إلى تراجع أعمالهم وتفاقم معدلات البطالة بينهم.
وفي المقابل، يرى بعض التجار أن محطة بودغام ليست في متناول جميع المنتجين، ما سيجبرهم على نقل بضائعهم لمسافات طويلة داخل كشمير قبل تحميلها، وهو ما قد يحد من ميزة تقليل التكاليف التي وُعد بها.
كما أبدى مزارعون قلقهم من التركيز على سلع معينة مثل الفواكه الجافة والحرف اليدوية، في حين تظل منتجات أساسية كالتفاح والحبوب خارج نطاق الأولوية.
يضاف إلى ذلك تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية الداعمة، مثل مخازن التبريد والمراكز اللوجستية، والتي يرى محللون أنها ضرورية لنجاح المشروع.
أما فترة التشغيل التجريبي التي حُددت بسنة واحدة، فقد وُصفت بأنها قصيرة وغير كافية لتقييم التجربة في ظل الطبيعة الموسمية للإنتاج الزراعي في كشمير.
وبين التفاؤل الرسمي والحذر الشعبي، يقف المشروع الجديد عند مفترق طرق: إما أن يتحول إلى أداة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد المحلي في كشمير وربطها بالأسواق الوطنية، أو أن يكشف عن تحديات أعمق تتعلق بالعدالة الاقتصادية وحماية سبل العيش التقليدية.
أعلن مجلس السكك الحديدية الهندي عن إطلاق أول خدمة قطار شحن يومية بين بودغام في وادي كشمير وأدارش ناغار في دلهي، في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية لدعم الاقتصاد المحلي.
حيث ستتيح نقل البضائع، خاصة الفواكه الجافة والحرف اليدوية، بشكل أسرع وأقل تكلفة. ومن المقرر أن تستغرق الرحلة حوالي 23 ساعة، على أن يُنفذ المشروع في طور تجريبي لمدة عام كامل قبل اتخاذ قرار التوسّع به.
ورغم الترحيب في الأوساط الرسمية الهندية، أثار المشروع موجة من الانتقادات. فقد عبّر سائقو الشاحنات وشركات النقل البري عن خشيتهم من خسارة مصادر رزقهم.
فيما رأى بعض المزارعين أن تركيز القطار على سلع معينة سيُقصي منتجات أساسية مثل التفاح والحبوب. كما أشار محللون إلى أن نجاح التجربة يتطلب استكمال البنية التحتية من مخازن تبريد ومراكز لوجستية، وهو ما لم يُعلن عنه بشكل واضح بعد.
أما في باكستان، فقد جاء رد الفعل أكثر حدة، إذ اعتبرت وزارة الخارجية الباكستانية أن هذه الخطوة ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل جزء من سياسة تهدف إلى تكريس السيطرة الهندية على إقليم كشمير المتنازع عليه.
وأكدت أن أي تغيير في طبيعة المنطقة أو استغلال مواردها من دون موافقة سكانها الأصليين يُعد انتهاكًا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن.
كما رأت أصوات سياسية وإعلامية باكستانية أن المشروع يشكل “غطاء اقتصاديًا” يخفي وراءه مساعي ديموغرافية وسياسية أوسع.
وبينما تروج الهند للمشروع على أنه بداية مرحلة جديدة من التنمية والانفتاح الاقتصادي في كشمير، ترى باكستان ومعارضون محليون أنه إجراء أحادي يفاقم التوترات السياسية والاقتصادية.
ما يضع القطار الجديد عند تقاطع حساس بين التنمية والصراع المستمر على هوية كشمير ومستقبلها.