في مشهد يختزل مأساة الصراع بكامل تعقيداته، تترقب الساحة السياسية الإسرائيلية بترقب شديد رد الحكومة على مقترحات الصفقة الأخيرة، بينما تتصاعد الضغوط الداخلية بشكل غير مسبوق، ويخيم الصمت الرسمي على أروقة الحكومة الإسرائيلية رغم تسلمها رد حماس النهائي عبر الوسطاء، لكن تصريحات مكتب رئيس الوزراء تؤكد تمسك إسرائيل بموقفها الثابت المتمثل في الإفراج عن جميع الأسرى دون استثناء.
هجوم حماس
في الوقت ذاته تشن حماس هجوما سياسيا شرسا تتهم فيه نتنياهو بأنه المعطل الحقيقي لأي اتفاق وتحمله المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى، وتدعو الوسطاء الدوليين إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف ما وصفته بجرائم الإبادة والتجويع.
مفاوضات مكثفة
خلف الكواليس تكشف التقارير الإعلامية عن مفاوضات مكثفة جرت في باريس بين مسؤولين إسرائيليين وقطريين رفيعي المستوى، حيث ناقش الطرفان شروط الصفقة المحتملة، فيما تشير مصادر إسرائيلية إلى أن الرد الرسمي يجري صياغته تحت تعتيم إعلامي مشدد مع إبعاد حتى كبار الوزراء عن التفاصيل الحساسة للمفاوضات،
انقسام داخلى
على الجبهة الداخلية تتصاعد حدة الانقسام، حيث تهدد عائلات الأسرى بتمرد شعبي ضد الحكومة وتتهم نتنياهو بالطعن في ظهر العائلات بينما يهدد وزير المالية المتشدد سموتريتش بالإطاحة بالائتلاف الحكومي إذا تمت الموافقة على أي صفقة جزئية مع حماس.
عمق الأزمة
في مشهد يعكس عمق الأزمة تصل التصريحات إلى حدود غير مسبوقة، وتعلن وزيرة الاستيطان عن استعدادها لاستمرار الحرب حتى لو أدى ذلك إلى مقتل الأسرى، بينما تكشف استطلاعات الرأي أن ثمانين بالمئة من الإسرائيليين يفضلون إعادة الأسرى حتى لو كان الثمن وقف الحرب بشكل كامل.
تبقى المعادلة الأكثر تعقيدا هي كيفية التوفيق بين المطالب الأمنية لإسرائيل والضغوط الدولية المتزايدة والمعاناة الإنسانية في غزة والغضب الشعبي الداخلي فيما يبدو أن نتنياهو يمشي على حبل مشدود فوق بركان سياسي قد ينفجر في أي لحظة.