في ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتواصل، يبرز سؤال الاعتراف الغربي بدولة فلسطين كقضية أساسية، خاصة مع تصاعد الأحداث في قطاع غزة والضفة الغربية.
يعكس الاستفسار عن جدية الغرب في الاعتراف بدولة فلسطين شكوكاً متزايدة حول الدعوات الأوروبية لإنهاء الحرب في غزة وتطبيق حل الدولتين، مقابل غياب إجراءات عملية ملموسة.
ومع تاريخ اليوم 22 أغسطس 2025، تشير التطورات الأخيرة إلى زيادة في الاعترافات الغربية بدولة فلسطين، لكنها غالباً ما تكون مشروطة أو محدودة التأثير، حيث اعترفت 147 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة بدولة فلسطين حتى الآن، بنسبة تفوق 76%. شهد عام 2024 زيادة ملحوظة في الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين،
تلتها إعلانات في 2025 عن خطط للاعتراف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، مما يعزز البحث عن “دول غربية تعترف بفلسطين 2025” ككلمة مفتاحية رئيسية في المناقشات الدولية.
إليك جدولاً يلخص الدول الغربية التي اعترفت أو تخطط للاعتراف بدولة فلسطين، مع التواريخ والملاحظات البارزة لفهم أعمق لتطورات الاعتراف بدولة فلسطين:
الدولة | تاريخ الاعتراف أو الإعلان | ملاحظات بارزة |
---|---|---|
إسبانيا | 28 مايو 2024 | جزء من تنسيق مع النرويج وأيرلندا؛ أول سفير فلسطيني قدم أوراق اعتماده في سبتمبر 2024. |
النرويج | 28 مايو 2024 | افتتاح علاقات دبلوماسية رسمية في أبريل 2025. |
أيرلندا | 28 مايو 2024 | تعيين أول سفير فلسطيني كامل في نوفمبر 2024. |
سلوفينيا | 5 يونيو 2024 | إقامة علاقات دبلوماسية فورية. |
فرنسا | إعلان في 24 يوليو 2025؛ مخطط في سبتمبر 2025 | الرئيس ماكرون أعلن الاعتراف بدولة فلسطين، مشدداً على أن “دولة فلسطينية لم تكن مهددة أو ضرورية أكثر من الآن”. |
بريطانيا | إعلان في 29 يوليو 2025؛ مخطط في سبتمبر 2025 | مشروط بموافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار ودعم حل الدولتين؛ رئيس الوزراء كير ستارمر أكد ذلك. |
كندا | إعلان في 30 يوليو 2025؛ مخطط في سبتمبر 2025 | مشروط بانتخابات السلطة الفلسطينية (بدون حماس) بحلول 2026 ونزع سلاح الدولة الفلسطينية. |
أستراليا | إعلان في 11 أغسطس 2025؛ مخطط في سبتمبر 2025 | رئيس الوزراء أنثوني ألبانيز أكد أن الحرب في غزة “تجاوزت الحدود”، وأن الاعتراف يدعم حل الدولتين. |
مالطا | إعلان في 29 يوليو 2025؛ مخطط في سبتمبر 2025 | عملية تدريجية تهدف إلى الاكتمال بنهاية 2025. |
البرتغال | مخطط في سبتمبر 2025 | جزء من الإعلانات الأوروبية، مع دعم للحل السياسي. |
تأتي هذه الخطوات في الاعتراف بدولة فلسطين بعد ضغوط دولية متزايدة، بما في ذلك قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، إلى جانب استطلاعات رأي تشير إلى أن 58% من الأمريكيين يدعمون الاعتراف الدولي بفلسطين.
أما الولايات المتحدة، فهي لا تعترف بدولة فلسطين، وقد استخدمت الفيتو في مجلس الأمن في أبريل 2024 لمنع عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، رغم دعمها لحل الدولتين عبر المفاوضات المباشرة.
في حين أن إدارة ترامب، التي عادت في 2025، لا ترى الدولة الفلسطينية أولوية، كما أكد السفير مايك هوكابي، إلا أن 58% من الأمريكيين يدعمون الاعتراف.
بالنسبة لبريطانيا وفرنسا، فإن إعلاناتهما المشروطة تمثل تحولاً كبيراً في مواقف الغرب تجاه فلسطين، حيث ستصبح الولايات المتحدة العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الذي لا يعترف إذا تم الاعتراف في سبتمبر.
ألمانيا، من جانبها، لم تعترف بعد بدولة فلسطين، لكنها علقت مبيعات الأسلحة في 2025، وهو أكبر انقسام منذ الخمسينيات، مع دعم لحل الدولتين عبر المفاوضات.
أما أستراليا وكندا، فخططهما للاعتراف في سبتمبر تركز على “عدم وجود فلسطين للاعتراف بها” إذا لم يتم العمل الدولي، كما قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ. أثار هذه الإعلانات غضب إسرائيل، التي أطلقت هجمات دبلوماسية على حلفائها مثل أستراليا وفرنسا، حيث وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخطوات بـ”الخزي”، مهدداً بضم الضفة الغربية إذا تم الاعتراف بدولة فلسطين.
كما يستمر التوسع الاستيطاني الإسرائيلي رغم التحذيرات الدولية، مما يعيق حل الدولتين بشكل كبير. على منصة إكس (تويتر سابقاً)، تتنوع الآراء حول الاعتراف بدولة فلسطين، حيث يراها بعضهم خطوة إيجابية للحفاظ على حل الدولتين، بينما يعتبرها آخرون “مسرحية” تأتي بعد شهور من الإبادة دون عقوبات حقيقية، أو “مكافأة لحماس” كما يقول بعض الإسرائيليين. تمثل الاعترافات الجديدة بدولة فلسطين تقدماً ملحوظاً، خاصة مع انضمام دول مجموعة السبع مثل فرنسا وبريطانيا، مما يعزل الولايات المتحدة تدريجياً. ومع ذلك، تظل الجدية في الاعتراف بدولة فلسطين مشكوكاً فيها لعدة أسباب رئيسية:
أولها الشروط والتأخيرات، حيث يُشترط الاعتراف بنزع السلاح أو استبعاد حماس، مما يجعله “جائزة” بعد وقف النار بدلاً من خطوة فورية، وهذا يشجع إسرائيل على الاستمرار في الحرب.
ثانياً، غياب الإجراءات العملية مثل عقوبات حقيقية كوقف تصدير الأسلحة أو تعليق التجارة، حيث تشمل الاقتراحات تعليق صفقات التجارة وفرض حظر أسلحة لدعم الاعتراف بدولة فلسطين.
ثالثاً، السياق السياسي الذي يجعل بعض الاعترافات تبدو لتهدئة الناخبين المسلمين أو الضغط على إسرائيل دون تغيير جذري، مع أن الدولة الفلسطينية المقترحة ستكون “منزوعة السلاح” بدون سيادة كاملة.
أخيراً، التحديات المستقبلية حيث لا يحل الاعتراف مشكلات مثل الحدود أو الاستيطانات، وقد يؤدي إلى تصعيد إسرائيلي.
يُعد الاعتراف بدولة فلسطين خطوة رمزية مهمة للحفاظ على حل الدولتين، لكن بدون إجراءات ملموسة مثل العقوبات أو الضغط على إسرائيل، يبقى “حبراً على ورق” كما تساءلت بعض التقارير. يحتاج الشعب الفلسطيني إلى سلام حقيقي بعيداً عن الإبادة، وهذا يتطلب جهداً دولياً أكبر، مع متابعة التطورات في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025 لفهم مستقبل الاعتراف الغربي بدولة فلسطين.