خمسونَ مَرَّت
وما أبقت لنا تَرَفا
فخذ لقاءكَ
كي ألقاكَ منصرفا
شَوَّقتَ هَمَّكَ للأفراحِ
فالتهبتْ
كأنَّ حزنَكَ
يبدو اليومَ مختلفا
رغم انهزامي
كثيرًا في شوارعها
عَلّقتُ روحي بها
عند الدجى نَجَفا
لمَّا ارتحلتُ
وكان التيهُ مُتَّكّئي
بنيتُ من عشقها
في خُلْوَتي غُرَفا
مدايَ أسندتُهُ خلفي
وقلتُ لهُ
دعني
أشدُّ على جنبيكَ ما كُشِفا
رجَعتُ عن وَلَهِ العشرينَ
منكسرًا
وطوّحتني سنونٌ
بعَضُها اختُِطِفا
أقولُ للنايِ أرجعْ لحن ذاكرتي
يقولُ:
كيف يُعيدُ النفخُ ما نُزِفا؟
هل يعلمُ الجسمُ
أنَّ الروحَ هاربةٌ
تظلُّ تبحثُ عن
روحٍ لها خَلَفا
رَكِبتُ باحةَ خَطْوي
كلّما ابتعدتْ
فعلّمتني الدروبُ المشيَ مُرتَجِفا
معي نخيلُ القرى
تمشي مُتَوَّجةً
أضلاع جسمي غَدَت
في ربعِها سَعَفا
خَيَّمتُ في القلبِ
مذ كانوا بها لَهبًا
ومنذُ أن سجنوا
في واحتي السُقُفا
أسيرُ
نحو امتداد الحلم في حذرٍ
على يدي حزنُ جيلٍ
تائهٍ وقفا
نصفُ الحقائقِ مالت،
لم أمِلْ معها
أنا المُدَانُ بأشعاري
لأعترفا
لمَّا اقترفتُ حروفي
استغفرتْ لغتي
لمن بها قرأ الأوجاعَ
وائتلفا
دارت كساقيةٍ
ذكرايَ في بلدي
فاخضَرَّ منها الذي
في القلبِ قد نَشَفا
أهيمُ بامرأةٍ
في عينها وجعي
ريحُ الوفا زَرَعتْ
في جَوِّها كٍسَفا
أهيمُ بامرأةٍ
مفتاحُ قافيتي
فَكلَّما سُجنتْ
كانت لها شُرفا
ترنّمت بقصيدي
في الدجى وَلهًا
ومن صدى ليلها
هلَّ الضحى فرِحا
حنونةٌ
كنسيم الليل أسكنهُ
إذا قسوتُ عليها
زدتُها شغفا