أعلنت مصادر محلية عن إلقاء القبض على المقدم دريد عوض المعروف بلقب “نار النمر”، وذلك على يد الأمن العام.
ويعد عوض من أبرز المشاركين في مجازر الغوطة وريف حماة وحلب وإدلب، كما ارتبط اسمه بعملية اغتيال الشهيد عبد الباسط الساروت في قرية تل ملح بريف حماة عام 2019.
ويُنظر إلى اعتقاله باعتباره خطوة نحو محاسبة المتورطين في الجرائم والانتهاكات التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية.
من هو دريد عوض؟
دريد اسماعيل عوض، هو ضابط مهندس في جيش نظام الأسد، من مواليد عام 1982، في قرية الربيعة قرب مدينة مصياف، بريف حماة الغربي.
تخرّج “عوض” برتبة ملازم أول وباختصاص هندسة المركبات الحربية، من أكاديمية “الأسد” للهندسة العسكرية، التابعة لجيش النظام عام 2004، وكان الأول على دفعته.
وأشارت المصادر إلى أن “عوض” وخلال سنين دراسته كان مهووساً بالظهور والبروز والشهرة، وينتهز أي فرصة لوضع نفسه تحت الأضواء، بأي وسيلة كانت، مضيفة أن نزعته الطائفية المعلنة كانت عاملاً ساعده على ذلك.
وعقب تخرجه، أفرز الضابط عوض إلى الحرس الجمهوري عام 2011، قبل أن يُنقل إلى اللواء 104 في الحرس الجمهوري عام 2013 الذي كان يقوده آنذاك العميد مناف طلاس.
وفي العام ذاته، نُقل دريد عوض إلى ميليشيا “النمر”، التي كانت نقطة تحول مهمة في مسيرته الصاعدة داخل هيكلية جيش نظام الأسد.
بعد نقل دريد عوض إلى ميليشيا “النمر”، أصبح على الفور قائد قوات المدفعية والصواريخ والراجمات في الميليشيا، ليشارك عقب ذلك في عمليات عسكرية بريف دمشق ضد فصائل المعارضة، أهمها عملية اقتحام مدينة دوما عام 2018، التي كان هو رأس الحربة فيها.
وبعد عمليات عسكرية عدة نفذتها ميليشيا “النمر” -المشهورة بارتكاب الجرائم الوحشية- بمناطق مختلفة في سوريا، أُطلق على دريد عوض لقب “نار النمر”، باعتباره أهم قياديي الميليشيا، والذراع الأقوى لـ”سهيل الحسن” زعيم الميليشيا.
ولكن السبب المباشر لإطلاق هذا اللقب على “عوض”، جاء من كونه المسؤول المباشر عن “سكب النيران” على المناطق الثائرة، متمثلة بالأسلحة الثقيلة من مدفعية وصواريخ وراجمات صواريخ.
بعد نجاحه في إبراز نفسه كقيادي مهم في ميليشيا “النمر”، حظي الضابط المقدّم دريد عوض بمكانة لا يملكها أحد من أقرانه في جيش نظام الأسد، وتجلى ذلك بدعوته -رغم صغر سنه- إلى حفل قسَم رأس النظام بشار الأسد، الشهر الماضي تموز/ يوليو.
ونشر موالون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع دريد عوض، بالعميد غياث دلة، أحد أشهر الضباط المجرمين في جيش النظام.
قاتل الساروت
ارتبط اسمه باغتيال الساروت منشد الثورة السورية (عبد الباسط ساروت،) الذي قتل عام 2019، متأثراً بإصابته في معارك شارك بها إلى جانب فصيل “جيش العزة” ضد قوات النظام بريف حماة، نشرت صفحات إخبارية موالية عدة منشورات تحتفي بدريد عوض وتشكره، باعتباره المسؤول عن مقتل “الساروت” في المعركة التي كانت فرقة المدفعية بميليشيا “النمر” أحد طرفيها.