شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط مظاهرة لافتة أمام مقر السفارة الأميركية، حيث تجمع عشرات المواطنين تنديداً بما وصفوه بـ”التواطؤ الأميركي في حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي”.
المتظاهرون، الذين انضم إليهم ناشطون حقوقيون وشخصيات من المجتمع المدني، رددوا شعارات قوية تطالب بوقف الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل،
معتبرين أن هذا الدعم “يسهم مباشرة في استمرار المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في غزة”.
ورفع المحتجون لافتات كُتبت عليها عبارات من قبيل: “أوقفوا دعم الإبادة”، و*”غزة تقاوم… وأميركا تقتل”*.
كما لوّحوا بالأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات تعبر عن التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة الحصار والحرب.
إحدى المشاركات في التظاهرة قالت لمراسلنا: “وجودنا هنا رسالة واضحة للإدارة الأميركية، أن الشعب الموريتاني، بكل أطيافه،
يرفض السياسات التي تغطي جرائم الاحتلال. نحن نعلم أن المساعدات والسلاح الأميركي هما ما يطيل أمد هذه المأساة”، مؤكدة أن الوقفة “ستتكرر حتى يسمع العالم صوت الشارع الموريتاني”.
من جهتهم، شدد ناشطون حقوقيون على أن استمرار الحرب في غزة، وما تتعرض له من مجاعات ونزوح قسري ودمار هائل للبنية التحتية، “لا يمكن أن ينفصل عن الدعم السياسي والدبلوماسي الأميركي الذي يوفّر الحصانة الدولية لإسرائيل في المحافل الأممية”.
وتأتي هذه المظاهرة في سياق موجة احتجاجات وتضامن واسعة تشهدها موريتانيا منذ اندلاع الحرب على غزة،
حيث دأبت منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية على تنظيم مسيرات ووقفات للتنديد بالعدوان والمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل وكل من يدعمها.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه التحركات الشعبية في نواكشوط يعكس تجذر القضية الفلسطينية في الوجدان الموريتاني، ويؤكد أن الشارع المحلي يعتبر موقف بلاده جزءاً من التزام تاريخي بدعم قضايا التحرر العربي والإسلامي..