المبعوث الأمريكي في لبنان يصف الصحفيين بـ”الحيوانات”

بغد أقل من 48 ساعة على المذبحة الإسرائيلية بحق الصحفيين في غزة، وقتل خمسة صحفيين، أثار المبعوث الأمريكي توم باراك جدلا واسع النطاق، الثلاثاء، بعدما وصف تصرفات الصحفيين في قصر بعبدا في بيروت، بأنه “فوضوي وحيواني”، فيما عبّرت الرئاسة اللبنانية عن “أسفها” للتصريحات الصادرة عن باراك.

وقال المبعوث الأمريكي لحظة دخوله إلى منصة المؤتمر الصحفي في القصر الجمهوري: “في اللحظة التي يصبح فيها الوضع فوضويًا كما (تصرف) حيواني، نحن سنغادر… إذن أنتم تريدون الإطلاع على ما يحدث ولذلك أطلب منكم أن تتصرفوا بطريقة جيدة، لأن هذه هي بالتحديد المشكلة التي نراها في المنطقة”.

وأضاف توم باراك: “ولذلك أتوسل لكم هل تعتقدون أن هذا الأمر ممتعًا بالنسبة لنا، هل تعتقدون أنه مجديًا أيضًا من الناحية الاقتصادية أن نتعامل مع هذه الفوضى، ولكن نحن سنعطيم الأجوبة فقط إذا كانت أسئلتكم لطيفة ومنظمة وإلا سنغادر”.

ولّدت تصريحات المبعوث الأمريكي، التي جاءت بعد لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون، موجة من ردود فعل لبنانية وعربية رفضت ما قاله، واعتبرته إساءة للصحفيين.

من جانبها، قالت الرئاسة اللبنانية في بيان قصير عقب الواقعة، إنها “تأسف للكلام الذي صدر عفوًا عن منبرها من قبل أحد ضيوفها اليوم، وهي إذ تشدد على احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام، يهمها أن تجدد تقديرها الكامل لجميع الصحفيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها بشكل خاص، وتوجه إليهم كل التحية على جهودهم وتعبهم لأداء واجبهم المهني والوطني”.

في هذه الأثناء، عبّرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية عن استنكارها، وطالبت المبعوث الأمريكي باعتذار علني، مُهددة بمقاطعة زياراته واجتماعاته في لبنان.

وقالت النقابة، في بيانها: “مرة جديدة يتعرّض فيها الإعلام اللبناني لمعاملة أقل ما يقال فيها أنها خارجة عن أصول اللياقة والديبلوماسية والمؤسف أكثر أنها صدرت عن مبعوث دولة عظمى يقوم بدور ديبلوماسي على ما هو معروف”.

وأضافت النقابة: “يبادر السيد توم براك بوصف تصرّف رجال وسيدات الإعلام في القصر الجمهوري بالحيواني”، مُعتبرة أن ذلك “غير مقبول على الإطلاق، لا بل مستنكر جدًا”.

ودعت النقابة المبعوث الأمريكي “إلى تصحيح ما بدر عنه من خلال إصدار بيان اعتذار علني من الجسم الإعلامي”، وحذّرت من أن عدم صدور البيان “قد يدفع نقابة محرري الصحافة اللبنانية إلى الدعوة لمقاطعة زيارات واجتماعات الموفد الأميركي، كخطوة أولى على طريق إفهام من يلزم أن كرامة الصحافة والصحافيين ليست رخيصة ولا يمكن لأي موفد، مهما علت درجته، أن يتجاوزها”.