أعلنت الصين أنها ستطلق لأول مرة خط شحن حاويات بانتظام بين آسيا وأوروبا مرورا بالقطب الشمالي وستنطلق الخدمة في سبتمبر القادم وستستغرق الرحلة 18 يوم فقط أي أنها ستقلص وقت العبور عبر قناة السويس إلى النصف تقريبا.
الأهم من ذلك أن مخططات الصين لتشغيل الخط لن تكون موسمية فقط بسبب الجليد -كما هو الحال في محاولات سابقة لرحلات غير منتظمة- ولكن ستتواصل على مدار العام باستخدام سفن متخصصة وذلك بحلول عام 2030.
لم تعد القوى الدولية تتنافس فقط على السيطرة على الممرات التقليدية للطاقة والتجارة الدولية ولكن التنافس الحالي انتقل إلى مرحلة تطوير وإنشاء ممرات جديدة تسعى فيها كل من أمريكا والصين إلى خلق واقع جديد ورسم خرائط جديدة للطاقة والتجارة والشحن الدولي.
لذلك يبرز القطب الشمالي كساحة جديدة تتنافس حوله القوى الدولية لأسباب متعددة على رأسها التحكم في ممرات بحرية جديدة إلى جانب احتياطات النفط والغاز الواعدة.
شئنا أم أبينا يفرض هذا الواقع الدولي والتنافس المحموم على خلق ممرات جديدة تحديات على قناة السويس باعتبارها ممر تقليدي للتجارة وأحد مصادر الدخل القومي المصري ولا أعتقد أنه في ظل مشاريع الممرات الكثيفة التي تطلقها القوى الدولية والإقليمية أن تأثيرها سيكون محدود على قناة السويس على المدى المتوسط والبعيد وهذا يستدعي تفكير بعيد المدى للتحديد مستقبل القناة في العقود القادمة.