أرسلت مصر قافلتها الإنسانية التاسعة والعشرين إلى قطاع غزة يوم الأربعاء في محاولة لتوفير شريان حياة لما أدانته الخطابات الدبلوماسية المصرية باعتبارها “حرب تجويع” و”عقاب جماعي” إسرائيلية.
وانطلقت القافلة التي تحمل عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية الأساسية – مثل السكر والدقيق والزيت والأرز والبقوليات وحليب الأطفال – بالإضافة إلى الإمدادات الطبية والأدوية العلاجية والأغراض الشخصية والوقود، من الجانب المصري من معبر رفح إلى معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل، بحسب قناة القاهرة نيوز.
انطلقت جهود الإغاثة، التي أطلق عليها اسم مبادرة “زاد العزة: من مصر إلى غزة”، في 27 يوليو/تموز، بعد خمسة أشهر من الحصار الإسرائيلي المميت على القطاع والذي تسبب في غضب عالمي .
ويتم تنظيم هذه المبادرة من قبل الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة عن المجاعة في غزة، وهي الأولى في الشرق الأوسط، في 22 أغسطس/آب .
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، وفاة 185 شخصا بسبب سوء التغذية في شهر أغسطس/آب وحده، ما يرفع إجمالي عدد القتلى بسبب الجوع منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الإبادة الجماعية على القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 361 شخصا، بينهم 130 طفلا.
وحذرت الوزارة من أن “العواقب الكارثية للمجاعة في قطاع غزة تتسارع”، مشيرة إلى أن 43 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد .
وأضافت أن 67% من النساء الحوامل في القطاع يعانين من فقر الدم، وهو أعلى معدل منذ سنوات، كما تعاني أكثر من 55 ألف أم حامل ومرضعة من سوء التغذية.
وتوقعت اللجنة الدولية للسياسات المناخية أن تتدهور الأوضاع بشكل أكبر بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.
ورغم الجهود المصرية، فإن عمليات الإغاثة لا تزال تواجه العراقيل الإسرائيلية.
وفي معبر كرم أبو سالم، تستمر عمليات التفتيش الإسرائيلية في تأخير دخول الشاحنات بشكل كبير، وفي كثير من الأحيان تمنع مرورها.
ما يزيد عن 5000 شاحنة لا تزال عالقة على الجانب المصري من معبر رفح، وبعضها ظل عالقا لفترة طويلة لدرجة أن الأغذية التي تحملها بدأت تتعفن .
إن الإمدادات الطبية والوقود مقيدة بشكل متكرر ، في حين لا يُسمح حالياً إلا لأقل من 100 شاحنة يومياً بالدخول إلى غزة ــ وهو عدد أقل كثيراً من 600 إلى 800 شاحنة يومياً التي تقول الأمم المتحدة إنها الحد الأدنى المطلوب لتجنب المجاعة الجماعية.
ووصف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الوضع في غزة بأنه ” كارثة إنسانية مستمرة “، وحث المجتمع الدولي على ممارسة الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار وإتاحة وصول إنساني غير مقيد خلال المنتدى الاستراتيجي في بليد يوم الثلاثاء.
كما أدان الوزير مخططات التهجير القسري وسياسة التجويع الجماعي المتعمدة التي تنتهجها إسرائيل.
وفي قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) بلس، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي -الذي حضر نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي- إن الحرب الإسرائيلية على القطاع أصبحت ” حرب تجويع “، وليست صراعا على أهداف سياسية، بل محاولة “لتصفية القضية الفلسطينية”.
منذ بداية الحرب، قدمت مصر ما يزيد عن 70% من إجمالي المساعدات التي تصل إلى غزة.
سلمت أكثر من 45,125 شاحنة محملة بـ 500,000 طن من الغذاء والدواء والوقود. من هذه الكمية، وصل حوالي 368,000 طن مباشرة من مصر، بينما وفرت جهات مانحة دولية الباقي.
وشمل ذلك أيضًا 209 سيارات إسعاف و81380 طنًا من الوقود.
علاوةً على ذلك، استقبل مطار العريش أكثر من ألف طائرة محملة بـ 27,247 طنًا من المساعدات الدولية. كما استقبل ميناء المدينة 32 سفينة محملة بـ 74,779 طنًا من مواد الإغاثة.
كما نفذ الجيش المصري 168 عملية إنزال جوي تحمل 3730 طنًا من الإمدادات.
