في عصر تتعاظم فيه التهديدات النووية والأنظمة الدفاعية المتطورة، تبرز القاذفة الأمريكية B-2 Spirit كرمز للتفوق الجوي والتخفي الاستراتيجي، مدعومة بأقوى قنبلة تقليدية خارقة للتحصينات هي GBU-57A/B MOP. هذا التقرير يستعرض مواصفات هذه المنظومة، استخداماتها العسكرية، والبدائل المتاحة ضمن الترسانة الأمريكية.
القاذفة B-2 Spirit – الخلفية التاريخية
بدأ تطويرها في سبعينيات القرن الماضي خلال الحرب الباردة، ودخلت الخدمة رسميًا عام 1997.
أنتجتها شركة نورثروب غرومان، بتكلفة إجمالية تجاوزت 44 مليار دولار.
صُممت لاختراق الدفاعات الجوية الأكثر تطورًا وتنفيذ ضربات استراتيجية دقيقة سواء بأسلحة نووية أو تقليدية.
تقنيات التخفي والتصميم
تصميم الجناح الطائر بدون ذيل يقلل البصمة الرادارية.
مغطاة بطلاء يمتص الموجات ويشتت الإشارات الرادارية، ما يجعلها تظهر بحجم طائر صغير على شاشات الرادار.
أنظمة تبريد للعادم تقلل البصمة الحرارية، مع رادار متقدم وأنظمة ملاحة دقيقة وقدرات تشويش إلكتروني متطورة.
المواصفات الفنية
الطاقم: 2 (قائد ومساعد).
الأبعاد: عرض 52 م، طول 21 م، ارتفاع 5.2 م.
الوزن: فارغة 71,700 كجم، إقلاع أقصى 171,000 كجم.
السرعة القصوى: ماخ 0.95 (1170 كم/ساعة).
المدى: 11,100 كم بدون تزوّد بالوقود.
السقف التشغيلي: 15,240 مترًا.
الحمولة وأنواع الأسلحة
تحمل حتى 18,000 كجم من الذخائر.
نووية: قنابل B61 وB83.
تقليدية: GBU-57 MOP، قنابل JDAM، Mk 82/84، وصواريخ JASSM.
يمكنها حمل قنبلتين خارقتين للتحصينات من نوع GBU-57.
المهام القتالية البارزة
كوسوفو 1999: أول استخدام قتالي للقاذفة.
أفغانستان 2001: استهداف طالبان والقاعدة.
العراق 2003: غارات دقيقة على مراكز عسكرية.
ليبيا 2017: قصف معسكرات داعش بـ108 قنبلة.
اليمن 2024: يعتقد أنها استخدمت لضرب أنفاق الحوثيين بقنابل GBU-57.
التحديات التشغيلية
السعر: نحو 737-929 مليون دولار للطائرة الواحدة.
تكلفة التشغيل: 3.4 مليون دولار شهريًا.
العدد المحدود: 21 طائرة فقط.
الصيانة: تتطلب منشآت خاصة للحفاظ على تقنياتها الشبحية.
تواجه تحديات أمام رادارات الموجات الطويلة المتطورة.
القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57A/B MOP
نظرة عامة
أُنتجت بواسطة شركة بوينغ عام 2004 لتدمير المخابئ والمنشآت النووية المدفونة.
دخلت الخدمة عام 2011 كأقوى قنبلة تقليدية خارقة للتحصينات في الترسانة الأمريكية.
المواصفات الفنية
الوزن: 13,600 كجم.
الطول: 6.2 متر.
الرأس الحربي: 2,400 كجم من المتفجرات شديدة الانفجار.
قدرة الاختراق: تصل إلى 60-200 قدم من الخرسانة المسلحة.
نظام التوجيه: GPS/INS بدقة تصل إلى أمتار قليلة.
الناقل الوحيد: القاذفة B-2 Spirit.
الاستخدامات المحتملة
تدمير منشآت استراتيجية مثل فوردو في إيران أو أنفاق كوريا الشمالية.
استهداف أنفاق ومخابئ الحوثيين أو منشآت حزب الله تحت الأرض.
يُعتقد أنها استُخدمت في غارات أكتوبر 2024 في اليمن.
التحديات والقيود
العدد المحدود: ما بين 15 إلى 25 قنبلة فقط.
الاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة.
فعالية القنبلة الواحدة محدودة في مواجهة منشآت شديدة العمق.
ضرورة تحييد الدفاعات الجوية قبل الاستخدام.
البدائل المتاحة في الترسانة الأمريكية
القاذفة B-52 Stratofortress
المدى: 14,600 كم.
الحمولة: 31,800 كجم.
الطاقم: 5.
السرعة: ماخ 0.86.
المزايا: قادرة على حمل طيف واسع من القنابل والصواريخ، وبتكلفة تشغيل منخفضة.
القصور: لا تمتلك تقنية التخفي، ولا تستطيع حمل GBU-57.
القاذفة المستقبلية B-21 Raider
البديل المستقبلي لـ B-2، قيد التطوير حاليًا، يتوقع دخولها الخدمة في منتصف ثلاثينيات القرن الجاري.
ستتميز بتقنيات تخفي متقدمة، وقدرات هجومية شاملة، وتكلفة أقل من B-2.
تمثل القاذفة B-2 Spirit والقنبلة GBU-57A/B مزيجًا مثاليًا لتنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف شديدة التحصين. غير أن ارتفاع تكلفتهما وعددهم المحدود يفرض على البنتاغون استخدامهما بحذر شديد في مهام لا يمكن إنجازها بوسائل أخرى. ومع دخول القاذفة B-21 الخدمة، من المتوقع أن تعزز الولايات المتحدة قدراتها في هذا النوع من الهجمات دون التضحية بتكلفة أو مرونة العمليات.
