د. أحمد زكريا يكتب: من بركات طوقان الأقصى (٢)

بركان الاقصى كان آخر (الدواء) فإما أن تبقى مسجونا داخل أرضك تلوك الجوع والحسرة وتتنفس الذل والهوان وإما تخطط وتنفذ حربا مصيرية وجودية لا هوادة فيها لتنال الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية، وهكذا كانت أسباب وأهداف طوفان الاقصى، وقد لمسنا حتى اليوم بركات هذه العملية الثورية العظمى، ومنها؛
• إنهاء النظرية الصهيونية التي أخافوا بها الشعوب العربية والاسلامية وغيرها وهي نظرية الردع الاسرائيلي، فقد فرض طوفان الاقصى معادلة غير مسبوقة هي معادلة الردع الفلسطيني بالصواريخ مقابل الردع الاسرائيلي بالطيران، وأن هذه النظرية أوجدتها وعملت بها إيران الاسلامية، إذ إن الامكانات العسكرية الايرانية المذهلة أسقطت نظرية الردع بالقنبلة الذرية، أي إن الصاروخ والدرون المقاتلة أصبحتا معادلا موضوعيا للقنبلة النووية.
• إنهاء نظرية الامن الاسرائيلي، إذ لم يعد الاسرائيلي آمنا في المغتصبات رغم ما يوفره هذا المأوى المسروق من وسائل الحياة المرفهة بالقياس لما كان المغتصبون يعيشونه من سوء الحياة في دولهم التي هُجّروا منها بالترغيب والترهيب، وبذلك ستتوقف الهجرة اليهودية الى الكيان الغاصب ثم تبدأ الهجرة المعاكسة.
• إلحاق أكبر هزيمة عسكرية واجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية بالكيان الصهيوني.
• تحطيم نظرية القوة الاسرائيلية التي لا تقهر.
• إنعاش أمل الشعوب المتطلعة الى التحرر بإمكانية المقاومة والثورة مهما بلغت قوة الاستعمار والهيمنة.
• تدفق الرعب في نفوس الجيش الاسرائيلي وفي نفوس الصهاينة المغتصبين حيثما كانوا.
• سقوط أسلحة الحرب الناعمة التي كان الصهاينة والدول الغربية وأمريكا يوجهونها ليل نهار الى الشعب العربي والمسلم والى شعب فلسطين وغزة والتي يستهدفون بها تأصيل اليأس من أية نتيجة إيجابية من المقاومة.
• عملية طوفان الاقصى وضعت صراع الامة العربية والاسلامية مع الكيان الغاصب في الطريق الصحيح.
• أسقطت عمليات تطبيع الحكام المتصهينين مع الكيان المحتل.
• أكدت على إن قضية فلسطين قضية إسلامية وإنسانية وليست عربية فقط.
• جعلت قضية فلسطين في مقدمة أولويات قضايا العالم، كما وضعت القدس والاقصى في صدارة أخبار العالم، فضلا عن إن العملية قد أدهشت العالم بكل مزاياها غير المسبوقة.