أقلام حرة

أحمد قنيطة يكتب: أبي قضى شهيداً بإذن الله

قدّر الله أن يُصاب والدي بجلطة دماغية قبل 7 سنوات أقعدته تماماً عن الحركة، وأصبح من يومها طريح الفراش، وتقلبت حالته الصحية على فترات بين تحسُّن وتدهُور.

طيلة تلك السنوات كنت وإخوتي وأخواتي وعلى رأسنا أمي الحبيبة الصابرة ملازمين تماماً لوالدي ليلاً ونهاراً، نقسّم أيام الأسبوع بيننا للسهر على راحته ليلاً، والاهتمام بشؤونه نهاراً..

في آخر عامين استقرت حالة والدي إلى حد كبير مع ضبط علاجه وغذائه بشكل خاص، ومع استمرار تلقيه العلاج الطبيعي منذ الأيام الأولى لمرضه، واستمرار عرضه على الأطباء المختصين.

منذ بدأت حرب الإبادة على غزة وبدأ الحصار الوحشي المشدد على مدينة غزة وشمالها، بدأت الحالة الصحية لوالدي بالتدهور، في ظل حرب التجويع والتعطيش التي يشنها العدو النازي على المنطقة الشمالية للقطاع.

ومع اشتداد وطأة الحصار وحرب التجويع ازدادت الحالة الصحية لوالدي سوءاً في ظل عدم القدرة على توفير الأدوية والعلاجات الخاصة، وعدم القدرة على الحصول على الطعام اللازم لحالته، وصولاً إلى انعدام القدرة على الحصول على أي نوع من أنواع الأطعمة، إلا ما ندر.

ارتقى والدي شهيداً “بإذن الله” بسيف الحصار والتجويع صابراً محتسباً، شأنه شأن الكثييير من كبار السن الذين يُقتلون ظلماً وقهراً بسيف التجويع والحصار، بينما يقف ملياري مسلم متفرجين على قتلنا وجوعنا وحصارنا!

اللهم إنا نشكو إليك ظلم اليهود وخذلان المسلمين..

اللهم فرج عن شعبنا في غزة ما هم فيه، اللهم اجبر كسرهم، وتولَّ أمرهم، وأحسن خلاصهم، واحقن دماءهم، وأطعم جائعهم، واكسُ عريانهم، ودفّئ بدفء رحمتك برد أجسادهم وقلوبهم.

اللهم لا يُهزم جندك، ولا يُخلف وعدك، ولا إله غيرك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى