وجه المتحدثون في إحدى جلسات مؤتمر «إيران حرة» الذي انعقد في باريس مؤخرا انتقادات للسياسة الأمريكية تجاه إيران، طالبوا بتغيير سياساتها، وأخذ العديد من الحقائق المتعلقة بها في عين الاعتبار، لا سيما الخطر الذي يمثله نظام الملالي.
شارك في الجلسة التي ترأسها نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق لينكولن بلومفيلد كل من المدعي العام الأمريكي السابق مايكل موكيزي، النائب السابق لوزير الخارجية الأمريكي روبرت جوزيف، النائب السابق لقائد القوات الأمريكية في أوروبا تشاك والد، ومدير السياسات في الخارجية الأمريكية ميتشل ريس.
قال موكيزي في مداخلته إن الخارجية الأمريكية أدرجت مجاهدی خلق في قائمة المنظمات الإرهابية عام 1997 مشيرا إلى أن القرار كان سياسيا، يهدف إلى استرضاء الملالي، لم يسبقه تحقيق حول المنظمة والمجلس الوطني للمقاومة، او يأخذ في عين الاعتبار أنها منظمة ديمقراطية تتمسك بحقوق الإنسان، واستمر الإدراج غير العادل 15 عامًا، ثم الغي بأمر من المحكمة، وصف المسئول الأمريكي الأسبق سياسة الاسترضاء بالمخزية، مشددا على خطأ الإستراتيجية الأمريكية التي تريد التوصل إلى اتفاق مع نظام الملالي الذي لا يمكن الوثوق به ولا يلتزم بأي اتفاق.
من ناحيته أكد الجنرال تشاك والد على سخف الاتفاق النووي مع النظام الإيراني، محذرا من حصول نظام الملالي على قنبلة ذرية، ومشددا على عدم إمكانية تجاهل غباء سياسة الاسترضاء.
تطرق المتحدثون في مداخلاتهم إلى عدم شرعية حكم الولي الفقيه، حذر السفير ريس من خطورة النظام الإيراني على العالم، مشيرا إلى افتقاره للمشروعية الشعبية، حيث يتظاهر الشعب الإيراني ضده كل يوم، وركز على عبثية فكرة أن یصبح نظام الملالي معتدلا بالتدريج، لا سيما وان النظام لا يتمتع بمشروعیة شعبیة، ويأخذ منحى التوحش يوما بعد يوم، فيما شدد جوزيف على أن الشعب الإيراني أكبر تهديد للنظام، وأكد فشل سياسة الاسترضاء سواء في مجال التعامل مع إرهاب النظام أو عدوانه في المنطقة، مبدأ حصوله على القنبلة الذرية، وانتهاكه لحقوق الإنسان، معربا عن اعتقاده بان النظام غير مستقر ونهايته وشيكة، وانتقد جوزيف عدم وجود معلومات صحيحة حول إيران قائلا انه “في عام 2002 تعرفت على منظمة مجاهدی خلق والمجلس الوطني للمقاومة، في ذلك الوقت، كنت في البيت الأبيض، مسئولا عن نزع السلاح النووي.، شرح لي رئيس مكتبي تفاصيل مؤتمرات المنظمة، سألت كيف يعرف المجاهدون أكثر مني عن البرنامج النووي لهذا النظام، كيف يمكن لما يسمى جماعة إرهابية أن تتخذ بضع خطوات بعد المؤتمر الصحفي للبيت الأبيض وتكشف مثل هذه التقارير، ثم أدركت حجم التضحيات التي يقدمها أعضاء هذه الحركة وعلمت بفقدان الكثير منهم أشقاء أو آباء، لم یبخلوا لتحقيق المثل الأعلى للحرية، وعلمت بان الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي قدمت بديلاً للنظام الإيراني بطرحها برنامج النقاط العشر.
في التأكيد على ضرورة اعتماد المعلومات والحقائق كأساس للسياسة والمبادئ الصحيحة قال الجنرال تشاك والد إن “مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية يعتبران بديلا فعالا” داعيا إلى دعم هذا البديل بدلا من عدم المبالاة، وعدم إعطاء المجال للنظام باتفاق نووي مزيف” فيما شدد روبرت جوزيف على ضرورة “دعم المعارضة الديمقراطية” من جهة وتقييد النظام من جهة أخرى كي لا يأخذ فرصة للتنفس، مع وضع حقوق الإنسان في صميم السياسة.
مرة اخرى علق المتحدثون الأمريكيون الجرس، بتأكيد رفضهم للسياسة الطائشة والعقيمة التي تتبعها الولايات المتحدة في إيران، ممثلة بالاسترضاء، ووضعهم التصورات المناسبة لمواجهة خطر نهج الملالي الذي يهدد الاستقرار والسلم العالميين، ووفروا بذلك مخرجا من المأزق السياسي الذي يواجهه المتورطون في مجاراة حكم الولي الفقيه.