الأمة: افتتحت مؤسسة “نماء الخيرية” الكويتية، اليوم الخميس، مخيمًا جديدًا لإيواء 200 أسرة نازحة في شمال غزة، وذلك استجابة عاجلة للمتضررين من الأمطار، وبالتعاون مع مؤسسة “وافا للتنمية وبناء القدرات” الفلسطينية.
وأكد مدير إدارة الإغاثة في “نماء الخيرية”، خالد الشامري، أن “هذا المخيم يُعد استجابة إنسانية فورية للأوضاع الصعبة التي يواجهها آلاف النازحين الذين أُجبروا على ترك منازلهم نتيجة عدوان الاحتلال المستمر على القطاع،
وتضررت خيام هؤلاء النازحين بفعل الأمطار في الفترات الماضية، مما زاد من معاناتهم في ظل نقص حاد في المأوى، الغذاء، والمياه الصالحة للشرب”.
وأوضح الشامري، لـ” وكالة قدس برس”، أن “افتتاح المخيم يمثل بارقة أمل تعيد الطمأنينة للعائلات النازحة التي كانت تفترش الأرض وتلتحف السماء، حيث يُوفر المخيم مساكن مؤقتة تضمن بيئة آمنة تُخفف من قسوة برد الشتاء القارس”.
وأشار إلى أن المخيم “مجهز بجميع المستلزمات الأساسية، بما في ذلك الخيام المجهزة، البطانيات، الفرش، ومرافق المياه، بما يضمن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة لتلك الأسر التي عانت من ويلات الحرب والدمار”.
وأضاف بأن “هذا المشروع لم يكن ليكتمل لولا دعم المتبرعين الكرام في الكويت، الذين جسدوا أسمى معاني الإخاء الإنساني”.
وأكد الشامري أن افتتاح المخيم “يُجسد التزام (نماء الخيرية) بدعم الشعب الفلسطيني في جميع الظروف الصعبة”،
مشيرًا إلى أن المشروع “يُعد جزءًا من حملة (كن عونًا لهم) التي أطلقتها المؤسسة لتقديم الإغاثة الشتوية لأهالي غزة، اللاجئين السوريين، واليمنيين”.
وأضاف بأنه “لم يكن افتتاح هذا المخيم مجرد مشروع إنساني عابر، بل هو رسالة مستدامة تعزز قيم التراحم والتكافل”.
وتابع “نؤمن في نماء الخيرية بأن لكل فرد الحقً في الحصول على مأوى آمن يحميه من تقلبات الطقس، لذا عملنا مع شركائنا على تنفيذ هذا الهدف الملحّ بأسرع وقت ممكن”.
وأضاف الشامري، بأن “الأوضاع المتردية في قطاع غزة، الناتجة عن الحصار والعدوان المستمر، تتطلب تضافر الجهود الإنسانية، وافتتاح هذا المخيم يُبرز أهمية التعاون المثمر بين المؤسسات الخيرية كوسيلة لتخفيف معاناة النازحين”.
وعبّر المستفيدون من المخيم عن شكرهم لدولة الكويت ولمؤسسة نماء الخيرية، قائلين: “كنا نعيش في ظروف صعبة بلا مأوى، ومع حلول فصل الشتاء كنا نخشى على أطفالنا من البرد القارس، اليوم نشعر بالاطمئنان بعد أن حصلنا على مأوى آمن يحمي أطفالنا من البرد والمطر”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدوانه على قطاع غزة،
حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.