الأمة : بدأ المصور الصحفي معاذ عمارنة يتعافى من الأمراض التي ألمت به عقب الافراج عنه الأسبوع الماضي من سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث طاله الاعتقال منتصف أكتوبر الماضي،
وتعرض طيلة الأشهر التي قضاها خلف القضبان لإهمال طبي متعمد، خاصة في توفير العلاج من تبعات استئصال الأطباء لعينه، بعد أن اطلق عليه قناص من جيش الاحتلال الرصاص خلال تغطيته لمواجهات مع الشبان قبل عدة سنوات.
يقول عمارنة لـ”وكالة قدس برس”: “كانت أيام بالغة الصعوبة والتعقيد، ولا أحد يمكنه أن يتخيل شكل المعاناة التي يمر بها أسرانا، التي تكون مضاعفة للمرضى وكبار السن، حيث يتعمد الاحتلال ضربهم واهانتهم وتأخير علاجهم، وفي كثير من الأحيان منعه تماما”.
وكان عمارنة يستخدم يوميا “قطرة” وأدوية تساعده على تجاوز إصابته، خاصة بعد زراعته لعين بلاستيكية مكان تلك التي اصيبت، لكنه منذ اعتقاله لم يستخدمها، ما زاد من آلامه، إضافة لاصابته بمرض جلدي جراء قلة النظافة والاستحمام.
ووفق عضو نقابة الصحفيين عمر نزال، فقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 491 انتهاكاً وجريمة بحق الصحافيين الفلسطينيين في غزّة والضفة الغربية؛ خلال النصف الأول من العام الحالي، وقتل 44 صحافياً خلال الفترة المذكورة، وواصل اعتقال نحو 50 آخرين، من أصل نحو مائة حالة اعتقال منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة.
وأشار نزال في حديث لـ”وكالة قدس برس” إلى أن بعض الصحافيين المفرج عنهم تعرضوا خلال اعتقالهم للاعتداء الجسدي والتحرش الجنسي.
ولفت إلى أن إحدى الصحافيات رفضت الحديث أمام وسائل الإعلام عما جرى لها، كما رفضت تزويد النقابة بتلك التفاصيل للنشر، واكتفائها بالإبلاغ بشكل خاص عمّا حصل معها أثناء اعتقالها، إلى أن تغادر فلسطين لاحقاً.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت أكثر من 150 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي في غزّة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستهدفت عائلاتهم ومقرات عملهم، واعتقلت العشرات منهم.