أقلام حرة

بادية شكاط تكتب: رسالة الى رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا ونبينا محمد وبعد:

أيها الفاضل سيد اسماعيل هنية لن نقول لكم ما قاله غيرنا لنشد أزركم، بل سنقول:

 شكرًا لبلاغة ثباتكم وصمودكم الذي شدّ أزرنا بكم، فأبلغ العالم أنه شتان بين السارب في السراب يحسب أنّ غده أن يكون حفنة من تراب، وبين من يحيا كقناديل تمشي على الارض، سائرًا إلى منازله العليا بنور من غير فتور، لا تعنيه ظواهر الألقاب بمن رمتهم هممهم بعيدا عن اللباب، باسطًا جناحيه بالبذل والعطاء، يرى الشهادة هدية من السماء، فلا يزيده استشهاد أبنائه إلا عزيمة وثباتا فيقول: «لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن يسرقوا منا المواقف».

لحظة تلقي إسماعيل هنية خبر استشهاد أبنائه (الصورة نقلا عن الجزيرة)

فما أعظمها من معاني، وقد كان سلوك طريق المعاني صعبا جدا إلا لمن خُلق من أجله كما قال أبو الحسن الهجويري رحمه الله.

فلم نعد نعرف بعد موقفكم من الأحق بالتعزية الصهاينة اليهود أم أهل فلسطين شعبا وقادة؟

لمن كانوا شهداء على الناس صِدقًا ثم شهداء فيهم حقًا، فأشرقوا من أنوار النبوة الوهاج

أم لمن يمشون على حرف من غير منهاج؟

لمن عرفوا أن سلعة الله غالية فاشتروها بدمائهم

أم لمن جهلوها فأحرقوا أيامهم لتكون وقودا لنيرانهم؟

لمن عرفوا أشواق الروح أيان مرساها

ومقامات الأنوار أيان مجراها

 أم لمن يهيمون على وجوههم لا يعرفون لأرواحهم منتهاها؟

فهنيئا لمن عرفوا أن العاقبة للتقوى

 فجاهدوا، استشهدوا ثم سعدوا

وعظم الله أجوركم في من اذخرتم وزادكم الله بفضله من فضله

ودمتم للأمة نخوتها، شرفها وعزها

بادية شكاط

كاتبة جزائرية، ورئيسة مؤسسة دبلوماسيون الدولية في واشنطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى