تقارير

تسونامي قصف الاحتلال وعواقبه على الخدمة الطبية في غزة

الأمة ووكالات| الوضع كارثي، والدمار ينطق بالصراخ، ويخالط سواده حمراوية الدماء.. مئات الشهداء من الرجال والنساء والأطفال.. ضربات تدميرية وقصف لا ينقطع لكل شيء وأي مكان بغزة، وكأنه تسونامي صناعة الاحتلال الصهيوني؛ لكن هذه المرة عبر الصواريخ والقنابل.

 

تأثر القطاع الصحي

 

يعد القطاع الصحي في غزة، من أكثر القطاعات التي تواجه أزمة كبيرة، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من أن “تصاعد الأعمال العدائية منذ 7 أكتوبر الجاري، يزيد الطين بلّة”، في وقت يرزح النظام الصحي في غزة تحت وطأة حصار دام 16 سنة وأدى إلى نقص شديد في الموارد.

 

ووصل عدد القتلى الفلسطينيين في غزة إلى نحو 1200 شخص، بالإضافة إلى حوالي 3 آلاف مصاب، بحسب وزارة الصحة في القطاع، فيما وصف بعض السكان التدفق الكبير للجرحى على المستشفيات بأنه “تسونامي من المصابين”.

 

وأكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، أن “الوضع كارثي بشكل كبير، ويتجه إلى الانهيار الكامل”، بعد الغارات الإسرائيلية المكثفة منذ السبت الماضي.

وأوضح أن “اللجنة طالبت بتوفير ممرات إنسانية إلى قطاع غزة”.

 

والخميس، حذر المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط، فابريتسيو كاربوني، من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة “سيخرج عن السيطرة بسرعة” في ظل القصف الإسرائيلي المركز.

 

وتقصف دولة الاحتلال بصورة مكثفة القطاع البالغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة والخاضع لحصار محكم، ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية منذ، فجر السبت الماضي.

 

وفي تقرير لشبكة “إن بي سي” الأمريكية، قال طبيب يدعى غسان أبو ستة، إن مستشفى الشفاء في القطاع “كان به بعض المواطنين الذين يشعرون بالخوف الشديد ويحتمون من القصف المتواصل”، مضيفًا أنه “بعيدا عن هؤلاء، فإن عدد المصابين الذين يصلون كان يتجاوز قدرات المستشفى”.

 

وتابع حديثه بالقول إنه كان أمام “تسونامي من المصابين”.

 

ويعيش أبو ستة في لندن، لكن مع بدء الهجمات غادر سريعا إلى قطاع غزة حيث تعيش عائلته. وبحسب تصريحاته للشبكة الأمريكية، فإنه “هناك عددًا كبيرًا من الإصابات بين الأطفال، وفي إحدى الحالات التي تعامل فيها مع طفل في المستشفى كان نصف وجهه مفقودا”.

وتابع: “تفكر أغلب الوقت في أن هذا طفل لأسرة ما. لا نعرف اسمه. ولا نعرف ما حدث لبقية أسرته. لم نعد قادرين على الإحصاء الآن”.

 

وقال إن قدرات المستشفيات في غزة معروفة بالنسبة له، وبالفعل “نفدت المستلزمات أو بدأت في النفاد، وخصوصا المواد المستخدمة كثيرا مثل الشاش والمطهرات والخيوط والمضادات الحيوية والمواد الضرورية لمعاجلة الحروق”.

 

كما صرح المسؤول بمستشفى الشفاء، مروان أبو سعدة، لـ”سي إن إن”، أن المستشفيات “مليئة بالمصابين وسيارات الإسعاف لا تتوقف عن نقل الجرحى”، مشيرا إلى “حاجة كبيرة للوقود لاستمرار عمل المستشفيات”.

 

وأوضح أن أغلب المصابين “في حالة حرجة”، مشيرا إلى أنهم أصيبوا جراء انهيار المباني، بينما من كانوا في الشوارع أصيبوا بالشظايا.

 

الصحة الفلسطينية

 

من جانبها، صرحت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، الأربعاء، خلال اجتماع مع مدير مكتب منظمة الصحة العالمية، ريتشارد بيبركورن، بأن “النظام الصحي في قطاع غزة يعمل فوق طاقته والأوضاع الصحية كارثية، ونحن نجري الاتصالات والمناشدات العاجلة من أجل إيصال الدعم الصحي الذي تمنع وصوله سلطات الاحتلال إلى القطاع”.

 

كما دعت الكيلة جميع المنظمات والمؤسسات الدولية إلى “تقديم الدعم الفوري لقطاع غزة، والتدخل من أجل السماح بإيصال المساعدات الصحية”.

وأوضحت المنظمة، الثلاثاء، أن مديرها  العام، تيدروس أدحانوم غيبريسوس، “اتفق خلال لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على تيسير إيصال الإمدادات الصحية وغيرها من الإمدادات الإنسانية من منظمة الصحة العالمية إلى غزة عبر معبر رفح”.

النزوح العظيم

 

وكشفت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من 338 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة خلال الأيام الماضية.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوشا” في بيان، إن عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة “ارتفع، عصر الأربعاء، بمقدار 75 ألف شخص إضافي، ليصل إلى 338,934 نازحاً”.

 

أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى