حشاني زغيدي يكتب: قوتك في التجاوز
يقول بصوته السجي إذا استطعت أن تجاوزت الامور الأصعب في حياتك فسوف تفهم رسالتي.
قلت: كيف؟!
قال: حاول أن تتجاوز الأمور التافهة، فالوقوف عندها مرض مزمن، فالذين يحبسون أنفسهم عند التوافه، سيحرمون أنفسهم لذة تنتظرهم، فكم من محبوسين ربضوا أنفسهم عند إخفاقات عارضة، ظلوا يبكون كالنائحات في المعازي، ظلوا يلبسون ثياب الحداد الأسود، يقتلون النفس كمدا وندما على أخطاء عارضة، تحتاج منا فقط التصحيح والتصويب.
حاول أن تتجاوز اولئك الذين ينغصون حياتك، تجاوز الأشخاص النكديون، الذين يفتعلون الأزمات، الذين يرهنون أنفسهم في الصراع القاتل، الذين يسودون الأيام الأتية، الذين يخنقون نسمات الجمال والذوق الراقي، على الإنسان تحاشيهم والابتعاد عنهم، فهم في الحقيقة مصدر قلق وفزع.
حاول أن تتجاوز من يرفضون الإبداع والتجديد، الذين يرفضون الحركة، يفضلون السكون، يفضلون حياة الكسل، يرضون العيش في بطالة في هوامش الطرقات، يفضلون الخمول والقعود في العتبات، يندبون حظهم السيء، ولو انتبهوا فإن حظهم في السعي والحركة.
حاول أن تتجاوز لحظات الضيق والشدة، فالأحوال متغيرة، لا يستقر لها ثبات، فلا الأحزان تدوم. ولا العافية تدوم، ولا الأسقام تدوم ولا الأفراح تدوم، ولا قوة تدوم ولا الضعف يدوم، يكفيك أن تتجمل بالأمل والرضا، فتقطف أجمل باقاتها في البساتين والروابي الزاهية، فتعيش أجمل لحظاتك متناغما مع أجواء الطبيعة، عليك أن تتجاوز كل لحظة توهن طاقتك، تضعف عزيمتك، ولا يكون ذلك إلا بالتجاوز.
ثم ختم نصحه قائلا: إذا حرم المرء النفس العيش بفن التجاوز، فسوف يعيش ككائن مصروف عن الوجهة والهدف، بل تصبح حياته يكسوها القلق، وتستحيل حياته جحيما، وهي حقيقة يعيشها أولئك الذين عجزوا تخطي وتجاوز المعوقات، فتراهم يعيشون الاضطراب والهزات في حياتهم.