مقالات

د. أحمد زايد يكتب: في صباح اليوم التالي ليوم عاشوراء..

في صباح هذا اليوم كانت الصدمة، صدمة موسى عليه السلام في بني إسرائيل، فبعد أن من الله عليهم بالحرية إذا هم يحنون للعبودية.

وفي صباح هذا اليوم أدرك موسى عليه السلام أن استبداد فرعون خلف في نفوس بني إسرائيل تشوها لا يمكن علاجه، وخرقا لا يمكن سده.

وفي صباح هذا اليوم رأى موسى عليه السلام انتكاس الفطرة وتبدل المفاهيم وسفه العقول ونكران الجميل ﴿اجعل لنا إلها كما لهم آلهة﴾ فمن الذي أنجاكم منذ قليل، ومن الذي أجرى أمام أعينكم هذه المعجزة الباهرة.

وفي صباح هذا اليوم أدرك موسى عليه السلام أنه أمام مواجهة أصعب وأثقل وأشد من مواجهة فرعون، مواجهة نفوس بني إسرائيل.

وفي صباح هذا اليوم أدرك موسى عليه السلام أن الجيل الذي تربى في ظل العبودية والاستبداد لا يعتمد عليه فبدأ خطته ووضع منهجيته لتربية جيل جديد فجعل الفتيان صحبته يذهب معهم ويأتي بهم حتى كبر فتاه وقاد بني إسرائيل للنصر والتمكين.

وفي صباح هذا اليوم تحققت سنة الله الكونية أن الأمم المستعبدة الذليلة لا تنتصر ولو قادهم موسى عليه السلام.

وفي صباح هذا اليوم جاءنا البيان التالي (إن الانتصار على الطغاة والمستبدين أسهل ما يكون ولو كان فرعونا، وتربية النفوس العابدة والشعوب الحرة تحتاج إلى سنين التيه في ظل منهجية تربوية موسوية) سماها صاحب الظلال عملية استصلاح النفوس.

د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى