د. حاكم المطيري يكتب: هنيئا دمشق.. ‏هذا النصر والسبق

‏لو أمكن إجراء انتخابات برلمانية حقيقة لما اختار الشعب السوري غير قادة فصائل الثورة هؤلاء -وفقهم الله جميعا لما يحبه الله ويرضاه- الذين أسقطوا طغمة الإجرام وحرروا أرض الشام..

‏ولو أجريت انتخابات رئاسية حقيقية لما اختار الشعب السوري إلا من قاد هؤلاء إلى النصر والفتح وجمع الله به صفهم ووحد عليه كلمتهم وهو الرئيس القائد أحمد الشرع وفقه الله لما يحبه ويرضاه..

‏وقد وفق الله الجميع إلى هذه الإجراءات السياسية الضرورية لحماية الثورة من الاختطاف الداخلي ومن التدخل الخارجي باسم التعددية والديمقراطية التي لم تجلب للأمة وشعوبها طوال قرن إلا الاستبداد والفساد وطغيان الفرد أو الحزب لفقد دولها للسيادة الحقيقية فكانت الديمقراطية الصورية وسيلة لشرعنة الواقع الذي يفرضه النظام الغربي على شعوب الأمة حتى إذا لم يرها مجدية في تحقيق أهدافه جاء بالعسكر كما فعل في مصر والجزائر وباكستان وأندونيسيا ونيجيريا وغيرها من الدول العربية والإسلامية الكبرى فضلا عن الدول الصغرى فصار دعوى استقلالها ذريعة لتكريس احتلالها!

‏وهو ما يوجب على قوى الثورة والإصلاح والتغيير في عالمنا العربي والإسلامي أن يتحرروا من (ديمقراطية الوهم ووهم الديمقراطية) الذي استطاع الغرب من خلاله استلاب سيادة دولها وحرية شعوبها وسلخها من هويتها فما اعترف الغرب به من الحكومات صار حكومة شرعية وما توقف عن الاعتراف به ظلت شرعيته منقوصة حتى ينفذ شروط الحملة الصليبية الغربية!

‏وقد استطاعت الثورة السورية أن تحقق اليوم النصر الثاني سياسيا بتشكيل أسس النظام، بعد النصر الأول عسكريا بتحرير دمشق الشام، ليثبت السوريون بهذا السبق أنهم أهل لهذا النصر التاريخي، وأنهم أقدر على وضع أسس جديدة للحكم العادل الراشد، يحمي سيادة الدولة من النفوذ الغربي الخارجي، ويمنع من عودة الطغيان والاستبداد الداخلي.

د. حاكم المطيري

الأمين العام لمؤتمر الأمة ورئيس حزب الأمة، أستاذ التفسير والحديث - جامعة الكويت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights