د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: الفاتحة.. لماذا؟
كتب إلَيّ أخي عبد الحميد الزواوي يقول:
لماذا خُصّت الفاتحة بالقراءة في الصلوات دون غيرها من السُّوَر؟ أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.
ولم أر رسالته إلّا في ساعة متأخّرة من اللّيل؛ فكتبت إليه على عَجَلٍ ما قد يكون مفيدًا لبعض الناس؛ فقلت:
١- هذا حكم الله وما علينا إلا التنفيذ.
٢- في الفاتحة ما في القرآن كله؛ فهي أم الكتاب.
٣- ابتدأت بـ الحمد و(الـ) فيه للاستغراق فاستغرقت الحمد كله؛ و(الحمد لله) تملأ الميزان.
٤- فيها آية هي زبدة الوجود؛ {إياك نعبد وإياك نستعين} وهو التوحيد الخالص.
٥- قال العلماء إن الفاتحة هي خلاصة القرآن، وخلاصة الفاتحة {إياك نعبد وإياك نستعين}.
٦- اشتملت على التّبرّؤ من منهج اليهود {المغضوب عليهم} ومنهج النصارى {الضالين}.
٧- أوّل الفاتحة ثناء وآخرها دعاء وهو غاية الأدب عند كل طلب؛ أن تثني على من تسأله بما هو أهله ثم تسأله.
٨- الدعاء فيها يناسب الجماعات عندما يجتمعون في الصلوات فيدعو أحدهم ويؤمن الآخرون، وهو ما يحصل بها في الصلوات الجماعة الجهرية.
٩- جعلها الله في كفة والقرآن في كفة في قوله تعالى ممتنًا على رسوله: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وسمّاها مثانيَ لأنها تثنى؛ أي: تعاد في أي صلاة وأقل الصلوات ركعتين.
١٠- تؤمّن الملائكة على قراءة كل إمام، ومن وافق تأمينه من المصلّين تأمين الملائكة استجاب الله له.
تلك عشرة كاملة حضرتني الآن؛ وفيها ما يكفي، وإلّا فالأحاديث والآثار التي وردت في فضل الفاتحة لا تُحصَى، وكذا كلام أهل العلم.
والله أعلم..