د. محمد سيد أحمد يكتب: إدارة الامتثال ودورها في تحسين اداء الشركات

خلال الفترة الزمنية السابقة لا حديث يعلو فوق الحديث عن الاقتصاد فليس من المفترض ان نكون جميعاً خبراء في الاقتصاد و لكن مما لاشك فيه اننا جميعا اصبح لدينا الشغف بالاقتصاد واصبح حديثنا في الاقتصاد يتقارب من حديثنا عن مباريات كرة القدم واصبح الحديث عن الاقتصاد ليس مقصوراً على فئة محددة بل اصبح بين جميع الفئات الاجتماعية والعمرية والفكرية، ومن ثم رأينا انه علينا مسئولية وطنية وعلمية في توضيح بعض المفاهيم الاقتصادية وهذا ما سنبدأ في طرحه خلال الفترة المقبلة من خلال مقال اسبوعي تحت عنوان «الاقتصاد بالبلدي» بغرض ايضاح بعض المفاهيم الاقتصادية ببساطة وسنلقي الضوء في ذلك الاسبوع على «مفهوم ادارة الامتثال و دورها في تحسين اداء الشركات»

ما هي ادارة الامتثال (Complince Department)؟

هي التزام الشركة بالقواعد الخارجية والضوابط الداخلية. ومساعدة الشَركات على تسيير نِظام العمل وفقًا لقواعد وأسس لا تحيد عنها يمينًا ولا شمالاً، قد تكُون هذه الضوابط داخلية أي تفرضها المُؤسسات على الموظفين وقد تكون ضوابط خارجية تتبع للقوانين العامة في البلاد تعمل إدارات الامتثال على تحقيق الأهداف التنظيمية الرئيسية لحماية المستثمرين والتأكد من أن الأسواق عادلة وفعالة وشفافة. كما أنهم يسعون إلى تقليل مخاطر النظام والجرائم المالية.

تشكل ادارة الامتثال حاجةً ملحة عند كافة الشركات الخدمية والتجارية والصناعية، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، تنتمي للقطاع الخَاص أو العام، تضم عددًا كبيرًا من الموظفين أو عدداً قليلاً.

أي انه مهما كان حجم المؤسسات وطبيعة عملها لن تستطيع أن تستغنى عن اهمية مبدأ الامتثال كركنٍ أساسي في نظام عملها والخضوع له، لا سيما بعدما أثبت قدرته على وقاية الشركات من عدة مخاطر وخصوصاً بعد الأزمة المالية لعام 2008 والتي أشارت بقوة إلى زيادة التدقيق التنظيمي والتنظيم.

لكن ومع ذلك نجد أن الكثير من أصحاب الشركات قد اغفلوا دور وأهمية ادارة الامتثال وقد يجهلون مبدأ الامتثال وفوائده وانعكاساته الإيجابية على جميع جوانب العمل.

من مفهوم الامتثال يتضح انه ينقسم الى قسمين رئيسيين هما:

-الامتثال التنظيمي: أي ما تبذله الشَركات من جهد في سبيل الامتِثال للقوانين واللوائح والنظم السائدة في البلد التي فرضت عليها بحسب طبيعة النشاط (خدمي – تجاري – صناعي -..).

– امتثال الشَركات: ويعني اللوائح والسياسات والضوابط الأساسية المستخدمة من قبل الشركة والَّتي تُفرض على الموظفين بهدف الامتثال للمعايير التي توفر بيئة عمل آمنة ومستقرة بشكلٍ يضمن عدم التعرض لأي مشكلات قانونية تضر بنظام العمل من الناحية المادية أو المعنوية.

دور إدارة الامتثال في تحسين أداء الشركات

1)     زيادة الإنتاجية

يُساعد امتثال الموظفين في تحسين القدرة على اتخاذ خيارات أكثر حكمة والتصرف بشكل أكثر ملاءمة، ويُمكن أن يُؤدي السلوك الإيجابي إلى زيادة الإنتاجية في مكان العمل، إذ إنّ الموظفين الذين ينظمون أنفسهم غالبًا ما يحتاجون إلى تدخل أقل من المديرين.

2)     تقليل المخاطر القانونية

الحد من المَخاطر القانونية أو الغرامات أو العقوبات أو الدعاوى القضائية التي قد تحدث عند غياب ضابط الامتثال لمعايير القوانين والأنظمة العامة للأعمال. فإنّ إعلام الموظفين بالقوانين ذات الصلة التي تنظم صناعتك او تجارتك يُمكن أن يُساعد في حماية الشركة من الدعاوى القضائية المحتملة.

3)     وعي الموظفين بإدارة المخاطر

عندما يتم توعية الموظفين بأهمية الالتزام، فإنّهم يُصبحون مشاركين نشطين في استراتيجية إدارة المخاطر في المنظمة.

4)     الاحتفاظ بالموظفين

يؤثر الامتثال لقواعد حماية الموظفين ومنع السلوك المُخل بالأدب على فرصة احتفاظك بموظفيك الجيدين، خاصةً إن حرصت على تأمين بيئة عمل عادلة ومريحة لهم.

5)     تعزز إدارة الامتثال السلوك الأخلاقي

تضمن إدارة الامتثال أن الشركات تعمل ضمن الحدود الأخلاقية، وتعزيز ثقافة النزاهة والشفافية. هذا يعزز ثقة العملاء ويساعد على بناء صورة علامة تجارية إيجابية.

6)     إدارة الامتثال تزيد من الكفاءة التشغيلية

تقوم إدارة الامتثال بتبسيط العمليات التجارية من خلال القضاء على الأنشطة الزائدة، واتمام المهام، وتقليل مخاطر الأخطاء. هذا يحسن الكفاءة التشغيلية ويقلل من التكاليف.

ما هو دور مدير ادارة الامتثال؟

يقوم مدير الامتثال والرقابة الداخلية دائما بتحديد وتقييم ومراقبة جميع مخاطر عدم الامتثال تجاه الالتزامات القانونية والتنظيمية والأخلاقية التي قد تؤدي إلى الإضرار بصورة قانونية وإدارية ومالية أو الإضرار بصورة الشركة بشكل عام ويقوم برسم الخرائط والتي تمكنه من تقديم التوصيات اللازمة بنشر ثقافة الامتثال من خلال صياغة مدونة أخلاقيات لجميع الموظفين وتحديد إجراءات الوقاية وإدارة المخاطر للتطوير بغض النظر عن الجوانب التشغيلية فإن له دور اخر وهو تقديم المعلومات والتدريب والمشورة تجاه الموظفين واصحاب الشركة ويجب على مدير الامتثال التأكد من أنه نشاط الشركة يتوافق مع القوانين ‏الإدارية والتنظيمية المعمول بها كما أنه يلعب دورا استشارياً لرئيس مجلس الإدارة ومجلس الإدارة.

ما هي المخاطر التي تنشأ عن عدم الامتثال؟

عدم الامتثال يمكن أن يؤدي إلى العديد من المخاطر والتداعيات السلبية للشركات، بغض النظر عن حجمها أو نطاقها.

ومن ضمن هذه المخاطر:

1- التأثير على السمعة:

عدم الامتثال يمكن أن يضر بسمعة الشركة بشكل كبير، فقدان الثقة لدى العملاء والجهات الحكومية، والشركاء التجاريين، والمستثمرين يمكن أن يكون له تأثير طويل الأمد على الأعمال.

2- الغرامات المالية والعقوبات:

وهي من أبرز اشكال المخاطر و اهمها حيث قد تتضمن ايقاف النشاط و الغرامات المالية و قد تؤدي الى الحبس.

3- الأضرار المالية طويلة الأمد:

عدم الامتثال يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، والتي قد تؤثر على قدرة الشركة على الاستثمار والنمو في المستقبل.

4- الدعاوى القضائية:

عدم الالتزام بالقوانين قد يؤدي الى رفع دعاوى قضائية، وتتحمل المنشأة تكاليف قانونية باهظة واستهلاك الوقت والموارد.

5- التأثير على العلاقات مع الجهات الحكومية:

عدم الامتثال قد يؤدي إلى علاقات متوترة مع الجهات الحكومية، مما يجعل من الصعب الحصول على الموافقات او استخراج الشهادات أو التوسع في أنشطة جديدة.

6- تأثير على الموارد البشرية:

قد يؤدي إلى فقدان المواهب الرئيسية أو صعوبات في توظيف الموظفين الجدد، حيث قد يتردد المرشحون المؤهلون في الانضمام إلى شركة ذات سجل ضعيف في الامتثال.

7- المخاطر التشغيلية والإدارية:

عدم الامتثال يمكن أن يعرض الشركة لتوقفات تشغيلية، مثل إغلاق المنشآت أو تعطيل العمليات التجارية.

أهمية إدارة الامتثال

تسعى إدارة الامتثال إلى ضمان عمل المنظمة ضمن الحدود القانونية والأخلاقية التي تحددها السلطات مع تجنب أي عقوبات قانونية أو مالية محتملة قد تنشأ عن عدم الامتثال. لا يمكن إنكار أهمية إدارة الامتثال.

يمكن أن يكون لعدم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية عواقب بعيدة المدى للشركات، بما في ذلك فقدان ثقة العملاء والأضرار السمعة والخسائر المالية. تعمل فوائد الامتثال مع بعضها البعض لحماية شركتك من عدة مَخاطر وتحديات وهذا ما يجعل الاهتمام بالامتثال أَمر لا مفر منه، كما يوفر المعيار الأكثر ضمانًا لنجاح الشَركات وتفوقها على المنافسين.

لذا أصبح من الواجب إطلاق سهامك نحو بناء الثقافة العامة عن هذا المفهوم (الامتثال) والخوض في تطبيقاته العملية عبر حضور دورات تدريبية في الحوكمة والمخاطر والامتثال، لا سيما َأنها ستسهم بنجاح شركتك والعناية بها عبر إخضاعها لأهم قواعد الامتثال لما تلعبه من دوراً مهماً في تعزيز نجاح واستدامة الأعمال في عصرنا هذا، من خلال الالتزام بالقوانين والمعايير الأخلاقية، تتمكن الشركات من بناء سمعة قوية وكسب ثقة العملاء والشركاء، كما لا يقتصر دور الامتثال على تجنب المخاطر والعقوبات، بل يمتد ليشمل تعزيز الكفاءة التشغيلية، تحفيز الابتكار، ودعم التنمية المستدامة، كما يجب على الشركات أن تدرك أن الامتثال ليس مجرد مسؤولية تنظيمية، بل هو استثمار طويل الأمد يسهم في بناء بنية تحتية قوية للأعمال، في عالم يتسم بالتغير المستمر والتطور السريع، يصبح الامتثال جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية الشركات لضمان نجاحها واستمراريتها.

بالتالي، يجب على أصحاب الشركات ومتخذي القرار ان يتجهوا الى تعزيز اهميه ادارة الامتثال في الشركات

«بالبلدي ماهي ادارة الامتثال ودورها في تحسين الشركات»

بالبلدي كده في مثل بيقول (إمشي عدِل يحتار عدوك فيك) الامتثال هنا معناه امشي صح و التزم بالقوانين والتعليمات سواء خارج الشركة أو داخل الشركة و طبعا مش كلنا عارفين كل التعليمات والقوانين فبنحتاج واحد فاهم يوضح لنا القوانين والتعليمات علشان نلتزم بها اللي هو (مدير ادارة الامتثال ) طب هتقولي انا لو مشيت صح والتزمت بكل القوانين هدفع فلوس كتير للدولة اقولك خلي بالك انت لو معملتش كده هتيجي مرة واحدة تحصلك مشكلة و هتدفع غرامات اكتر بكتير من اللي انت خالفت القوانين ومدفعتهوش ده غير سمعتك و سمعة الشركة اللي ممكن تتدمر بسبب موضوع زي ده يبقا انت لو صاحب شركة تدفع فلوس بشكل قانوني وتلتزم ولا تيجي مره واحده و تدفع غرامات كبيرة ولو قولت انا معرفش القوانين قولت لك لازم يكون عندك واحد فاهم و متابع كل الاعمال من الناحية التنظيمية اللي هو (مدير الامتثال) وطبعا لو الاجراءات مضبوطه هتبقا علاقتك بالجهات الحكومية و اصحاب التوكيلات و العملاء تمام و ده في حد ذاته له تمن كبير في الأجل القصير وفي الأمد الطويل