أقلام حرة

د. مصعب يوسف درويش يكتب: حوار غزاوي مع الإمام البيضاوي

نقل ابن حجر عن البيضاوي في الفتح ٢٠٨/١٠ قوله: «وتراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع الضرر، فقد ذكروا أنه ينبغي للمسافر أن يستصحب تراب أرضه إن عجز عن استصحاب مائها».

سيدي البيضاوي

ألا تعلم أن تراب بلادنا المباركة صار ممزوجا بالدم والدموع.

لقد لوث الأغراب ترابنا بالبارود وبراميل المتفجرات التي أفسدت الأرض وقتلت من عليها.

إن تراب الوطن عندنا يئن ويئن ويتوجع ويتألم من ركام البيوت التي تجثم على ظهره، وأجساد الأطهار التي تنهشها الكلاب.

ما من ذرة تراب في بلادنا إلا انشقت وأحرقت بصواريخ الموت التي أرسلها أصحاب العيون الزرقاء.

وجاءت جرافات كالجبال من وراء البحار وأهلكت الحرث والنسل، ونبشت تراب المقابر وجعلت أسافلها أعاليها.

ثم يا سيدي ما قصة ذلك المزاج الذي يحفظه تراب الوطن؟!

ما معنى المزاج أصلا وما شكله وما لونه وما طعمه؟!

إن الحديث عن تراب يحفظ المزاج أصبح ضربا من الترف، والترفُ أمر غريب لا نعرفه.

سيدي البيضاوي

لقد عقدنا صداقة مع تراب يألفنا، ولذا تراه يفتح فمه كل صباح ومساء يستقبل منا وفودا ووفودا تسكن في ثراه، زرافات ووحدانا تشكوا ظلم الظالمين.

مصعب يوسف درويش – غزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights