د. يوسف رزقة يكتب: في الزلازل والأعاصير دروس وعبر
زلزال مدمر في المغرب، ثم إعصار مدمر في ليبيا. الفارق بينهما ثلاثة أيام. الإعصار (دانيال) ضرب المنطقة الشرقية من ليبيا، لا سيما مدينة درنة على البحر المتوسط، فتسبب بكارثة قومية ضحاياها من القتلى دون المفقودين تجاوز (٢٠٠٠) حتى الآن بحسب تصريحات ليبية، السيول الضخمة جرفت التربة فانهارت مئات العمارات، وعدد من الجسور، وتشرد الآلاف من بيوتهم.
الكارثة كبيرة وفوق قدرات الحكومة، لذا هي في حاجة لمساعدات عربية ودولية، وكذاكانت كارثة زلزال المغرب فوق قدرات الحكومة، وقد تلقت المغرب مساعدات من دول عديدة.
المؤسف أنه لم يكن ثمة إنذار مسبق حول الإعصار، وكذا لم تكن ثمة توقعات مغربية بالزلزال، لذا يمكن القول بأن الكارثة باغتت الدولتين، والسؤال هل تتحمل الحكومتين مسئولية ما عن المباغتة، أو عن نقص الاستعدادات الوطنية لمواجهة الكوارث الطبيعية؟! من الصعب الإجابة على سؤال المباغتة، ولكن يبدو أن حالة الاستعداد والجاهزية تشير بأصبع الاتهام للحكومات القائمة والمنصرمة في الدولتين، وبالتالي تقع عليهم مسئولية ما عما أصاب السكان من أضرار كبيرة، لا سيما وللدولتين أموال مستقرة تساعد في بناء قدرات جيدة للمواجهة.
نعم، لا يغني الحذر من القدر، ولكن الحذر والاستعداد يمكن أن يخفف الأضرار، وإن جريمة التطبيع مع دولة الاحتلال تغضب الخالق القهار، وقد يقرأ بعضنا في الكوارث غضب الله، بسبب المعاصي، فالله يحفظ المؤمنين، وقد يمتحنهم، وفي الإيمان ولا شك وقاية، وإنه لمن الإيمان تحرير المسجد الأقصى من المحتل الغاصب، وتجنب المعاصي، وحماية إيمان الأمة. أعان الله الدولتين، ورحم الله الشهداء والقتلى، وعافى الجرحى، وفي كل حدث عبرة لمن يريد أن يعتبر.