رسائل النصر: استمرار معركة التغيير

نعم، لقد سقط النظام السوري وولى رأسه هارباً ذليلاً كسابقيه من رؤساء أنظمة الحكم الجبري.
سقط بعد أربعة عشر عاماً من الثورة والكفاح الفكري والسياسي والجهاد في سبيل الله.
سقط بعد مليونين من الشهداء قدّمها أهل الشام ومَن ناصرهم من المهاجرين لإسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام.
حين خرجنا في بداية الثورة كنا على يقين بأن الله سينصرنا وأننا نستطيع دحر النظام، وراهنّا على ذلك وقلنا أمام الناس إن الفاتورة لن تكون أقل من مئتي ألف شهيد.
كما أوقفنا كل حياتنا لهذا الهدف ونسأل الله أن يتقبل منا ويرحم الشهداء ويشافي الجرحى.
لقد طال الصراع وكبرت فاتورته وتأخر النصر لأسباب كثيرة، منها قدرية بسبب مساندة النظام الدولي لهذا النظام وإنعاشه كلما آل إلى السقوط، ومنها داخلية بسبب ارتباط قادة الفصائل العسكرية بالخارج،
وبسبب تخاذل الكثيرين عن العمل ونصرة المستضعفين وتقديم مصالحهم ورغد عيشهم على نصرة دينهم وأهلهم من المستضعفين،
فلم يسجّلوا موقفاً ويقولوا كلمة حق، ولم يخلفوا غازياً أو يكفلوا يتيماً. وكانوا دائماً يصرون على استحالة سقوط النظام بسبب دعم المجتمع الدولي له،
متناسين أن النصر من عند الله وأن علينا العمل وبذل الوسع بعد التوكل على الله.
والآن بعد سقوط النظام وطرح الإسلام كنظام حكم راشد، يخرج هؤلاء ذاتهم في كل مجلس ليقولوا لنا باستحالة تطبيق الإسلام لأن الدول لا ترضى إلا بنظام ديمقراطي وضعي، يجعل الدين لا يتعدّى المسجد، ويطلبون منا التراجع عن دعوتنا ليرضى الغرب عنا، وحتى ينتهي الصراع في الشام، من أجل يعودوا إلى البلد للبدء بعملية البناء والتنمية بنظام رأسمالي.
وإزاء ذلك سأقول كلمة مختصرة:
فليعلم هؤلاء المتخاذلون أن دماءهم ودماءنا وحياتهم وحياتنا ليست أغلى من حياة ودماء إخوتنا الذين سبقونا ونحسبهم عند الله من الشهداء.
وإننا مستمرون على الطريق وشعارنا في هذه المرحلة (لا تراجع لا استسلام حتى يحكم الإسلام).
النقيب علاء الحلبي أبو عدي/ ثوار حماة.
منتدى قضايا الثورة